مهدي السيدتصاعدت الحرب الكلامية بين واشنطن وتل أبيب على خلفية التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، إزاء الموقف من «حل الدولتين»، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية عن خطة أميركية استباقية للمواجهة المحتملة بين إدارة أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو.
فبعد ساعات على موقف ليبرمان من وصول المحادثات مع الفلسطينيين إلى طريق مسدود، جاء الرد سريعاً من المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، الذي قال إن المبعوث الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيصل الأسبوع المقبل إلى المنطقة «لإعادة الطرفين إلى المسار الإيجابي». وأوضح أن «الهدف المهم من ناحيتنا هو إعادة العملية إلى المسار حتى نتمكن من التوجه نحو حل الدولتين».
ونقلت «يديعوت» عن مصادر في واشنطن قولها إنه ليس للرئيس أوباما في هذه المرحلة خطة للوصول إلى إسرائيل في شهر حزيران، خلافاً لما ذُكر أمس، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان نتنياهو سيصل إلى واشنطن في مطلع شهر أيار المقبل.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد تحدّثت في تقرير لها عن استعدادات تقوم بها إدارة أوباما للمواجهة مع نتنياهو على خلفية رفضه تأييد إقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. وكشفت عن قيام موظفين في الإدارة الأميركية بوضع أعضاء كونغرس كبار من الحزب الديموقراطي في صورة الوضع وتهيئتهم لإمكان وقوع خلافات مع إسرائيل بشأن المسيرة السياسية.
وبحسب الصحيفة، التي تستند في تقريرها إلى معلومات تقول إنها وصلت إلى إسرائيل، فإن الهدف من إطلاع أعضاء الكونغرس يندرج ضمن العمل الوقائي استعداداً لخلاف سياسي مع اسرائيل، وهو أمر غير مسبوق، ويرمي الى إحباط إمكان أن يحاول نتنياهو «تجاوز» الإدارة عبر تجنيد المؤيّدين في الكونغرس.
والرسالة التي نقلها موظفو الإدارة تفيد بأن أوباما ملتزم بأمن اسرائيل، وفي نيته تنفيذ المساعدات العسكرية التي اتفق عليها في عهد سلفه جورج بوش، لكنه يرى في الدولتين جزءاً مركزياً من سياسته في الشرق الأوسط، وفي نيّته مطالبة نتنياهو بأن يحترم كل تعهدات الحكومات السابقة في اسرائيل، وفي مقدمها قبول مبدأ الدولة الفلسطينية، وتجميد بناء المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية ومساعدة أمنية واقتصادية للسلطة الفلسطينية.
وتجنّباً لأي اتهام مسبق بالانحياز إلى الجانب الفلسطيني، أوضح موظفو الإدارة، بحسب «هآرتس»، أن الفلسطينيين أيضاً سيكونون مطالبين بتنفيذ تعهداتهم حسب «خريطة الطريق» ومسار أنابوليس.
وبحسب معلومات «هآرتس» فإن إدارة أوباما لا تعارض استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، لكنها لن توافق على أن تستخدم إسرائيل القناة السورية كي تتملص من التزاماتها في المسار الفلسطيني. كذلك فإن أوباما لن يسارع الى استئناف الوساطة الأميركية بين إسرائيل وسوريا، ويبدو أن تدخّله في القناة السورية سيكون منوطاً بتقدم الحوار بين واشنطن ودمشق.