القاهرة ـ الأخبارالترقب سيد الموقف بالنسبة لشيعة مصر بعد الاتهامات الأخيرة التي وجهتها السلطات المصرية لحزب الله في لبنان بالتآمر لتهديد سلامتها الداخلية، رغم أن القضيّة أمنيّة ولا علاقة لها بملف التشيّع والشيعة في مصر. لكن مكمن الخطر، كما يقول أحد ممثلي الشيعة، هو أن «الحملة الإعلامية القائمة ضد فكر حزب الله والتركيز على كون عقيدته المذهبية هي الشيعة وأنها تخالف إجماع غالبية المصريين من السنة، قد تفتح نار جهنّم عليهم».
ويخشى الشيعة خصوصاً من الملاحقات الأمنية والاعتقالات، ولا سيما أن العديد من أفرادهم وجمعياتهم لا تزال خاضعة لرقابة صارمة من قبل الأمن منذ بدء ظهورها. رقابة تتكثف مع كل موجة توتّر بين مصر وإيران، المتهمة الأولى بتصدير الفكر الشيعي إلى الأراضي المصرية.
وتنشط أجهزة الأمن لمواجهة النشاط الشيعي باستمرار وسط مخاوف من سعي إيران إلى استعمال الشيعة في مصر، وخصوصاً أن العلاقات بين البلدين لا تزال تخضع لمد وجزر منذ الثورة الإسلامية، واغتيال الرئيس المصري أنور السادات.
والمعروف أنه لا تعداد رسمياً للشيعة في مصر. وبينما يقول تقرير الحالة الدينية لوزارة الخارجية الاميركية إن أعدادهم تقترب من ٧٥٠ ألفاً، يعتقد قادة شيعة مصر أن العدد أكبر بكثير. لكن المصادر الرسمية تتعامل مع أرقام أقل لا تتجاوز بضعة آلاف.
ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران تعاملت الاجهزة الامنية مع «التشيّع» على أنه ملف سياسي، بعدما كان شأناً دينياً يندرج تحت ملف التقريب بين المذاهب، الذي اضطلع به الأزهر طوال الوقت.
وفي قضية الاعتقالات نفسها، نفت حركة «حماس» علاقتها بأفراد المجموعة التي أوقفتها السلطات المصرية بتهمة تجنيد أفراد داخل مصر لإيصال مساعدات وأموال إلى الحركة في غزة، والقيام بعمليات عدائية داخل البلاد بإيعاز من حزب الله.
وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن حركته لا تجنّد أي فرد خارج فلسطين، و‘ن تجنيد عناصرها للاشتراك في المقاومة محصور في فلسطين، والمستهدف الوحيد في صراعها هو إسرائيل.
وشدّد برهوم على أن حركته لا تتدخل في أي شؤون داخلية لأية دولة، لافتاً إلى أنهم علموا بالموضوع من وسائل الإعلام. ورأى أن من حق مصر أن تؤمّن حدودها وتؤكد سيادتها على أراضيها، وأن القضية مرتبطة بالأمن المصري ولا علاقة لها بقطاع غزة.
وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قد اتهم أول من أمس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتخطيط للقيام بعمليات داخل مصر والسعي الى نشر الفكر الشيعي في البلاد.
وجاء بيان النائب العام، إثر نشر صحيفة مصرية معلومات عن تحقيقات تجري منذ أيام مع مجموعة تقول أجهزة الأمن إنها تضمّ مصريين ولبنانيين وفلسطينيين، يتهمون بالانتماء إلى حزب الله ومحاولة إنشاء مقارّ له في مصر، والدعوة إلى المذهب الشيعي، وتهريب أسلحة لحركة «حماس» من خلال أنفاق عبر الحدود المصرية.