علي حيدرتمثّل إيران إحدى نقاط الخلاف المتوقّع بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولا سيما بعد إعلان واشنطن نيّتها الانخراط في حوار مباشر مع الجمهوريّة الإسلاميّة. ولهذه الغاية سعت الدولة العبريّة إلى التقليل من حدة المواجهة، عبر تحديد «شروط» للحوار المرتقب.
ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قولها إن «إسرائيل تؤيد حوار المجموعة الغربية مع إيران، لكنها وضعت لذلك شرطين، هما أن «يكون الهدف منه وقف البرنامج النووي الإيراني وعدم استغلال إيران له استغلالاً سلبياً». وأضافت أن إسرائيل تتوقع أن «يعمل المجتمع الدولي بحزم لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».
وأشارت «هآرتس» إلى أن التقديرات الإسرائيلية هي أن «هذا الموقف يتبناه عدد من الدول العربية، لذلك فإن المشكلة ليست إسرائيلية فقط، بل هناك دول عربية ترى في البرنامج النووي الإيراني مشكلة». ولفتت أيضاً إلى أن المسؤولين في القدس «يعتقدون أن هناك حاجة إلى إجراءات حازمة تؤكد لإيران الثمن الذي ستدفعه إذا لم تغير سياستها».
وتابعت «هآرتس» أنه «يتوقع أن يحتل الموضوع الإيراني محور اللقاء المتوقع بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما مطلع الشهر المقبل، إضافة إلى الموضوع الفلسطيني والعلاقة المتبادلة بين القضيتين الإيرانية والفلسطينية».
في المقابل، علق وزير التعاون والتطوير الإقليمي، سيلفان شالوم، على الموقف الأميركي من الحوار مع طهران بالقول إن «علينا التفكير معاً في المهلة الزمنية لهذا الحوار». وأعرب عن تشاؤمه بإمكان إقناع طهران بالسبل الدبلوماسية، مشيراً إلى أن «الحوار قد يكون هدراً للوقت». لكنه أضاف أن الضربة العسكرية يجب ألا تكون الخيار البديل إذا فشل الحوار، بل «الضغوط الاقتصادية على طهران التي أتت بنتائج في الماضي في جنوب أفريقيا وليبيا، وبدرجة أقل في كوريا الشمالية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» أن مسؤولي المؤسسة الأمنية يتخوفون من تطورات البرنامج النووي الإيراني. كذلك نقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن «إسرائيل تتوقع أن يحدد الأميركيون للحوار فترة زمنية» وتحدثوا في اجتماعات مغلقة عن أن تمتد هذه الفترة ما بين 12 إلى 14 أسبوعاً.
وكان شالوم يعلّق على ما أعلنته الولايات المتحدة أنها ستشارك للمرة الأولى مشاركة تامة في المحادثات الدولية مع إيران حول برنامجها النووي. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون قد أكدت أنه «لا أمر أكثر أهمية من إقناع إيران بالتنازل عن جهودها للحصول على سلاح نووي».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين تعليقهم على إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن الإنجازات النووية الايرانية،وأشاروا إلى أن «هذه الاختبارات لا تدل على حدوث تقدم كبير، لكنها تدل على وجود تقدم تدريجي ومثير للقلق، إذ كلما كان بحوزة الإيرانيين عدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي يصبح الوقت أقصر لإنتاج قنبلة نووية أولى».