واشنطن ـــ محمد سعيدتواصل دمشق ممارسة سياسة اليد المفتوحة على جميع الجبهات، وخصوصاً تلك المتصلة بالإدارة الأميركية، وذلك في ردود إيجابية على سياسة «العودة إلى دمشق» التي شرّع الرئيس باراك أوباما أبوابها منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
جديد اليد السورية الممدودة هو ما أعرب عنه السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، حين فضّل التعامل مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على أيّ شخصية إسرائيلية أخرى.
وقال مصطفى، في مقابلة مع برنامج «جي بي أس» على شبكة «سي أن أن» الأميركية، أول من أمس، «إنني شخصياً أفضّل التعامل مع شخص مثل (أفيغدور) ليبرمان على التعامل مع أشخاص مثل (وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي) ليفني».
وبرّر السفير تفضيله ذاك بالإشارة إلى أنّ ليبرمان «على الأقل صريح، يقول ما يعتقده تماماً، فيما ليفني وزملاؤها يتحدثون طوال الوقت عن رغبتهم في صنع السلام، بينما يرتكبون الفظائع في غزة».
ورأى مصطفى أنّ وصول باراك أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة «بعد ثماني سنوات سيّئة» من حكم الرئيس السابق جورج بوش، أمر يجعله «متفائلاً بأن إسرائيل وسوريا قد يتوصلان إلى صفقة سلام».
وردّ مصطفى اعتقاده بأن لدى الولايات المتحدة «التزاماً أخلاقياً لرعاية محادثات سلام بين العرب والإسرائيليين»، إلى حقيقة أنّ الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي والسياسي الذي يمكّن إسرائيل من مواصلة سياسات الاحتلال، هو أميركي، «لذلك فإن لدى الولايات المتحدة واجباً أخلاقياً لتأدية دور واضح وخلّاق في التوسط لعقد صفقة سلام بين العرب والإسرائيليين».
ودعا مصطفى واشنطن إلى ممارسة الضغط على الدولة العبرية لتغيير مسارها الحالي، مشيراً إلى أنه واثق بأن تل أبيب «ستكون حريصة للغاية على ألا تقول لا للإدارة الأميركية وللرئيس الأميركي».
وجدّد مصطفى تفاؤله بالإدارة الديموقراطية الأميركية، واصفاً وصول أوباما إلى البيت الأبيض بأنه «لحظة تاريخية في الولايات المتحدة، لأنّ هناك رئيساً قال بطريقة واضحة إن الولايات المتحدة ملتزمة بصنع السلام في المنطقة»، مشيداً بتعيين جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط، على اعتبار أنّه «شخص معروف بتماسكه ونزاهته وقدرته على الوفاء». غير أنّه حذّر في الوقت نفسه من أنّ ميتشل «لن يكون حراً بما فيه الكفاية لمعالجة الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي» مقارنة بجهوده لعقد اتفاق «الجمعة العظيمة» في إيرلندا الشمالية بين الحكومة البريطانية وحزب «الشين فين». وعزا اعتقاده بمحدودية دور ميتشل في المنطقة إلى «القوة النافذة لجماعات المصالح الموالية لإسرائيل في واشنطن».
ويُذكَر في السياق أنّ ميتشل بدأ اعتباراً من يوم أمس جولة جديدة في المنطقة، يزور في خلالها مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والمغرب. كما ينتظر أن يُعيَّن أربعة مساعدين له في الأيام المقبلة، من بينهم الدبلوماسي الأميركي المخضرم فردريك هوف، الذي يعتبر خبيراً في الشأن السوري.