طهران ـــ محمد شمصقابلت إيران، أمس، عرض الدول الغربية المنتظمة في «مجموعة الـ 5+1» (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا)، والقاضي بإعادة الحوار حول الملف النووي الإيراني، برفع سقف شروطها للدخول في أي مفاوضات نووية.
مهمة تولّى زمامها الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي برّر «رزمة الاقتراحات الإيرانية الجديدة» بـ«الإنجازات التي حققتها طهران أمام تضاؤل ضغوط وتهديدات أوروبا الغارقة في أزمتها الاقتصادية». وتبدو عناوين «الرزمة» قديمة ـــــ جديدة، قوامها «احترام حقوق جميع شعوب العالم وتحقيق السلام والعدالة للجميع وإرساء نهج المنطق والحوار»، بالإضافة إلى «إغلاق القواعد العسكرية في أنحاء العالم وتدمير القواعد النووية».
وجاء كلام نجاد أمام حشد جماهيري في مدينة كرمان الجنوبية، حيث نقلت عنه وكالة «أنباء فارس» قوله «نعدّ رزمة جديدة سنعرضها على مجموعة 5+1 وسنناقش على أساسها».
وقال نجاد، في ردّ مبطّن على شعارات الرئيس باراك أوباما «التغييرية»، إنّهم «لم يفهموا حتى الآن ضرورة أن يسحبوا كل قواتهم من أنحاء العالم وإعادتها إلى حدودهم. لقد سمعنا أنهم يريدون نقل قنابلهم النووية بعد 60 عاماً من ألمانيا إلى بلادهم»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة «جيدة، لكن يجب أيضاً أن يغلقوا ترساناتهم النووية في كل أنحاء العالم».
وجرياً على عادته، أرفق نجاد عرضه بتصعيد لهجة التحدي، جازماً بأنّ «أي قوة في العالم لن تستطيع فرض أي شي على إيران»، ساخراً في الوقت نفسه من أعضاء الترويكا الأوروبية الذين رفضوا في الماضي «أن يكون لدى إيران 20 جهاز طرد مركزياً. أمّا إيران اليوم فهي تشغل سبعة آلاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم وتسخر من الغربيين ومطالبهم».
ولم يتأخّر الردّ الأميركي على العرض الإيراني، إذ أعلنت واشنطن أنها ستدرس أي مقترحات تتقدم بها إيران بخصوص برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وورد «إذا تقدّموا ببعض المقترحات الجديدة في ما يتعلق ببرنامجهم النووي، فعلينا أن ننظر فيها ونرى فحواها. ونأمل أن نتصدى لكل بواعث قلق الولايات المتحدة وغيرها من البلدان بخصوص أنشطة إيران النووية».
من جهة ثانية، كشف نائب مدير جهاز التعاون العسكري ـــــ التقني الفدرالي الروسي، ألكسندر فومين، أن بلاده لم تبدأ بتسليم إيران صواريخ أرض ـــــ جو من طراز «أس ـــــ 300»، حسبما كان مقرراً سابقاً بهدف حماية «مواقع إيرانية حساسة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية. وقال فومين، خلال معرض أسلحة في ريو دي جانيرو في البرازيل، «لا شيء يحصل حالياً، ولا يتمّ تسليم الأسلحة».
على صعيد آخر، احتجّ مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، على التهديدات الإسرائيلية المتكررة بضرب إيران عسكرياً، وذلك على شكل رسالة هي الثامنة من نوعها تقدّمها طهران إلى مجلس الأمن، أبرز ما جاء فيها أن صمت المجلس إزاء هذه التهديدات «هو عامل مشجع لهذا الكيان ويدفعه إلى التمادي في ممارساته ومخالفته الصريحة للقوانين الدولية».