محمد بديركشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، أن إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، تنوي ربط معالجة الملف النووي الايراني بمدى انسحاب الجيش الاسرائيلي من مستوطنات الضفة الغربية، مشيرة الى أن أوباما يرفض انتظار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، كي يبلور سياساته حيال المفاوضات مع الفلسطينيين، وينوي الانتهاء من التسوية خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس أوباما تلمّح لنتنياهو إلى أن معالجة المشكلة النووية الايرانية ستجري تبعاً لتقدم المفاوضات والانسحاب الاسرائيليين من أراضي الضفة الغربية، مشيرة الى أن «كبير موظفي البيض الابيض، راحم عمانوئيل، كشف في لقاء جمعه مع أحد زعماء الجالية اليهودية في واشنطن، أن التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين ستنجز في السنوات القريبة المقبلة، لا محالة، وبناءً على حل الدولتين، مهما كانت الشخصية التي تتولى رئاسة الحكومة الاسرائيلية».
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر أميركي رفيع المستوى قوله إن «عمانوئيل، المعروف بمزاجه العاصف وبقربه من أوباما، يرى وجوب العمل على إجبار إسرائيل والفلسطينيين على التوصل الى اتفاق، والانتقال الى الموضوع التالي».
وشددت الصحيفة على أنهم «في الادارة الاميركية يدركون الربط الاسرائيلي، ويتحدث الاميركيون عن (مفاعل) بوشهر (الايراني) مقابل (مستوطنة) يتسهار» في الضفة الغربية، «بمعنى إذا كنتم تريدون أن نساعدكم في تفكيك التهديد الايراني، بما في ذلك المفاعل النووي في بوشهر، فعليكم ان تخلوا المستوطنات في الضفة».
وفي دلالة على مؤشرات التصدع في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، أشارت الصحيفة نفسها إلى أن «الإدارة الأميركية أبلغت رجال نتنياهو بأن أوباما لا يمكنه إجراء لقاء معه بداية الشهر المقبل، خلال عقد مؤتمر اللوبي اليهودي ـــــ ايباك، في واشنطن، لأن الرئيس الاميركي لن يكون في المدينة»، مضيفة ان «اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد والرئيس الاميركي، يعد من ناحية إسرائيل خطوة تبريك واستكمال لتشكيل الحكومة في الدولة العبرية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في واشنطن قولها إن «ادارة اوباما لن تواصل العمل بالتقاليد التي طورتها ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش، التي درجت على استضافة رئيس وزراء إسرائيل مرات عديدة في العام الواحد، وأحياناً بناءً على إشعار من خلال مكالمة هاتفية واحدة».
في المقابل، قالت الصحيفة إن «نتنياهو عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر، بمشاركة وزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، استعداداً للمحادثات مع موفد الرئيس الاميركي جورج ميتشل، وتقرر خلال الجلسة عرض رأي إسرائيلي موحد يربط المسار السياسي للحل بخريطة الطريق، والايضاح للاميركيين أن المرونة الاسرائيلية في المسألة الفلسطينية مرتبطة بالنهج الاميركي لحل التهديد النووي الايراني وما تنويه الادارة الاميركية حيال حماس وحزب الله».