علي حيدربالتزامن مع زيارة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، يبدو أن إدارة باراك أوباما حسمت خيار توجّهها في الشرق الأوسط. وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن إدارة أوباما تعمل على بلورة خطة للسلام الاقليمي تتضمن محادثات ثنائية متوازية بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسوريا، تستند إلى مبادرة السلام العربية.
وأضافت الصحيفة ان الولايات المتحدة ستبلور «رزمة أمنية»، تتضمّن تجريد المناطق التي تخليها إسرائيل من السلاح وإمكانية مرابطة قوة عسكرية متعددة الجنسيات لعدة سنوات. ولفتت «هآرتس» إلى أن إدارة أوباما تبنّت الموقف القائل إن «إحداث اختراق في مسيرة السلام بين إسرائيل والدول العربية سيكبح جماح نفوذ طهران ويساعد الجهود الدبلوماسية على وقف البرنامج النووي الايراني».
وتابعت الصحيفة ان خطة السلام هذه ستحتل محور لقاء اوباما والملك الاردني عبد الله الثاني في البيت الابيض الأسبوع المقبل. ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم لدبلوماسيين غربيين إن الرئيس محمود عباس سيُدعى الى البيت الابيض في اعقاب زيارة الملك الاردني، للبحث في إشراك الفلسطينيين في مبادرة اوباما، وانه يتوقع ان تتم الزيارة قبل لقاء اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي السياق، اشارت «هآرتس» ايضاً إلى أنه فيما لا يزال نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان يعارضان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين حول التسوية الدائمة، أعرب وزير الدفاع، رئيس حزب «العمل» ايهود باراك، في محافل مغلقة، عن تأييده لمفاوضات متزامنة مع الفلسطينيين والسوريين، تحت مظلة تسوية سياسية وأمنية اقليمية.
من جهة اخرى، اكد مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس المحتلة أنه «في نهاية المطاف سيعترف نتنياهو بمبدأ الدولتين وسيحاول ربط اعترافه بتحفظات، واشتراطات، وغلافات اقتصادية وسكاكر». ورأى أن هذه «ستكون النتيجة النهائية» وأنهم في إسرائيل «يلعبون على الزمن لا على الجوهر».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن الاميركيين يقبلون بالمطلب الاسرائيلي بمبدأ الدولة اليهودية، وهو تعبير استخدمه ميتشل خلال مؤتمره الصحافي مع ليبرمان، وأن رجال نتنياهو يبلورون كل انواع الصيغ التي تسمح بالنزول السريع وغير المفاجئ عن الشجرة على شاكلة صيغة تتضمن «من الواضح ان احد الحلول للنزاع هو حل تقوم في نهايته دولتان، واحدة يهودية وأخرى فلسطينية تكون مجردة من السلاح، من دون قدرات عسكرية ولكن مع قدرات اقتصادية».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت» أن الرسالة التي وجهها ميتشل للمسؤولين الإسرائيليين كانت حاسمة ومفادها أن الولايات المتحدة تطلب من اسرائيل مواصلة مسيرة «خريطة الطريق»، وفق تفاهمات انابوليس، وصولاً الى إقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة اليهودية، وأن «من لم يفهم ذلك لا يفهم ماذا يقول الرئيس باراك اوباما».