«غريزة البقاء» تستحوذ على المصارف العربية
أوصى المشاركون في المؤتمر المصرفي العربي «الأزمة: رؤية للغد» الذي اختتم أعماله في دبي أمس، بـ13 بنداً أبرزها نابع من غريزة البقاء، والباقي هو عبارة عن قراءة للأزمة المالية العالمية ولبعض تداعياتها مثل تدخل الدول في الاقتصاد والمدى الزمني المتوقع للكساد... داعين إلى نظام مالي ونقدي عالمي تشارك في بنائه كل الأطراف الدولية المعنية، ومبنياً على الوساطة الاستثمارية بدلاً من الوساطة المالية.
والتوصية الأبرز التي تعدّ بمثابة مؤشر على ما تعانيه المصارف العربية، تتمحور حول «أهمية تركيز المصارف والشركات خلال رحلة الركود الراهنة على البقاء والاستمرار أكثر من اهتمامهم بتحصيل عوائد متدنية على رؤوس الأموال، وذلك من أجل استعادة الثقة والطمأنينة في ظل التراجع في أسواق الأسهم والعقارات». فقد بات ضرورياً «رسم سياسات ماليّة ونقديّة تحفّز للخروج من الأزمة من خلال ضبط النفقات وتحديد سقوف الخسائر لإعادة بناء ثروات القطاع الخاص والعودة إلى النمو وسط تراجع الطلب على النفط»، وأيضاً يجب أن «تُوجّه الاستثمارات نحو البلدان العربية لأنها أكثر جدوى من الاستثمار في الخارج، ما يستلزم اعتماد منظومة معايير عربية مصرفية واستثمارية، فضلاً عن إعادة النظر في التشريعات المالية العربية، وتعزيز معايير الحوكمة والرقابة والإفصاح»...
ورأت التوصيات أن تدخل الحكومات في الاقتصادات الوطنية «هو مؤقت ورهن بتعافي الأسواق»، ملاحظة أن «دورة الكساد ليست قصيرة المدى لأنها هيكلية وليست دورية»، إذ إن معدلات النمو تشير «إلى تأخر الخروج من دوامة الأزمة الطاحنة والمتمادية». وعلى الرغم من ذلك، رأت التوصيات أن النموذج التنموي في دبي «لا يزال واعداً»!
(الأخبار)