واشنطن ــ محمد سعيداتهم الملك الأردني عبد الله الثاني إيران بأنها تعمل على «خطف القضية الفلسطينية» و«تقوم بدور تخريبي في لبنان»، فيما هاجم إسرائيل على «الجرائم» التي ارتكبتها في عدوانها الأخير على غزة. وقال عبد الله الثاني، في لقاء في مقر إقامته في واشنطن مع عدد من ممثّلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، «إن أي محاولة من الحكومة الإسرائيلية (برئاسة بنيامين نتنياهو) للتقليل من شأن الحل السلمي ستعزّز حالة العنف في الشرق الأوسط وتعزز إيران وسياستها».
وأعرب الملك الأردني عن اعتقاده بفوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات النيابية في لبنان. وقال إن أداء حزب الله في تلك الانتخابات سيكون قوياً.
ونقل مشاركون في اللقاء عن الملك الأردني قوله إن الأردن يقوم حالياً بـ«تدريب الجيش اللبناني ومساعدته على تولّي مسؤولياته العسكرية». وأبلغ المشاركين في اللقاء أنه سيقترح على الرئيس الأميركي باراك أوباما، لدى اجتماعه معه اليوم، ضرورة أن تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا وتوقيع اتفاقية سلام بين بيروت وتل أبيب، مشيراً إلى أن «انسحاب إسرائيل من آخر منطقة لبنانية محتلة سينهي الذريعة التي يستخدمها حزب الله لبقاء المقاومة المسلحة ضد إسرائيل في لبنان، وسيدفع سوريا للتوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل».
وقال أحد المشاركين إن الملك عبد الله تجاهل الرد على سؤال يتعلق بالموقف من «حماس» وضرورة الحوار معها وعدم عزلها، غير أنه انتقد جامعة الدول العربية قائلاً إنها «تبدو كأنها مؤسسة غير قائمة وغير مؤثرة في الواقع».
وقال بيان للسفارة الأردنية في واشنطن إن عبد الله الثاني أكد، في لقائه مع ممثّلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، أن «حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي إطار السلام الإقليمي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
وعقب انتهاء لقائه مع ممثّلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، الذي دام حوالى خمسين دقيقة، اجتمع الملك الأردني بعدد من زعماء المنظمات اليهودية الأميركية، حيث ركز في حديثه معهم على أهمية التحرك بخطوات فاعلة للتوصل إلى سلام شامل أساسه إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، مشدّداً على أهمية مبادرة السلام العربية التي تعكس موقفاً عربياً موحداً تجاه ضرورة التوصل إلى سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار في
المنطقة.
وقال مسؤول أردني، حضر الاجتماع، إن «الملك عبد الله يرى أن تأكيد حكومة أوباما حلّ الدولتين واحتواء توسيع المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة إشارتان طيّبتان». وشدد على أن الملك عبد الله يرفض الصيغة التي طرحها نتنياهو، وهي تأجيل البحث في إقامة دولة فلسطينية واستبداله بالتشديد على تنمية اقتصادية فلسطينية.