علي حيدرأقرّ مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، ضمناً، بالأنباء التي تتحدث عن مسار إسرائيلي ـــــ مصري لترتيب اتفاق تسوية جديد بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة. وأوضح المصدر الأمني، لصحيفة «معاريف»، أن المسؤولين الأمنيّين يجرون نقاشات حول اتفاق جديد، مضيفاً أن «الهدف هو التوصل إلى تفاهمات مع الجانب الفلسطيني».
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مصري تأكيده أن القناة المصرية الإسرائيلية تحركت، خلال الأسبوع الأخير، باتجاه اتفاق جديد مع فصائل المقاومة من أجل تحقيق الهدوء على طول قطاع غزة. وأكد الدبلوماسي أن مسؤولي المؤسسة الأمنية في إسرائيل، وفي مقدمهم وزير الدفاع إيهود باراك، يصرّون على عدم تسمية الاتفاق بأنه «وقف إطلاق نار»، وإنما «اتفاق تسوية».
وأوضح الدبلوماسي المصري أن الهدوء النسبي في القطاع ليس نتيجة إنجازات عملية «الرصاص المصهور»، بل هو نابع من الضغط المصري على قادة الفصائل باتجاه التوصل إلى «اتفاق جديد».
وأشار الدبلوماسي إلى أن باراك ومدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان سيحاولان دفع العملية في الحكومة الإسرائيلية الجديدة على أساس أن المسألة تتعلق بمسار عملاني.
من جهة أخرى، طلب باراك من الأجهزة الأمنية شراء منظومة اعتراض صاروخي من طراز «فولكان بلانكس» من الولايات المتحدة، لمواجهة الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الواقعة جنوب إسرائيل.
وأكد باراك، في حديث مع صحيفة «هآرتس»، أن هذه المنظومة ستكون مع الرادار، جزءاً من نظام متعدد الطبقات لاعتراض أكبر عدد ممكن من الصواريخ. وأضاف أن امتلاك هذه المنظومة يشكّل هدفاً استراتيجياً من ناحيته «بهدف إيجاد وضع تسقط فيه أكبر قدر من الصواريخ التي تطلق نحو إسرائيل». وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى بناء منظومة دفاعية لاعتراض الصواريخ تتألف من عدة طبقات، حيث يتم نصب «فولكان» في خط الدفاع الأول، أما «القبة الحديدية»، التي لا تزال قيد التطوير في «سلطة تطوير الأسلحة القتالية» (رفائيل)، فسوف تستخدم لاعتراض الصواريخ التي يتجاوز مداها 5 كيلومترات، بالإضافة إلى منظومة أخرى هي «العصا السحرية»، تطورها «رفائيل» بالتعاون مع الشركة الأميركية «رايتون»، ومنظومة صواريخ «حيتس المطور».
وكان باراك قد اتخذ قراراً باقتناء مدافع «فولكان بلانكس» قبل تأليف الحكومة الجديدة، خلافاً لموقف مسؤولين كبار في وزارة الأمن الذين طرحوا ادّعاءات مغايرة.
وتعتبر منظومة «فولكان بلانكس» مدفعاً متعدد الفوهات، جرى تركيبه في الأصل على الطائرات القتالية والسفن الحربية. أما النموذج المطوّر منه والمعدّ للاستخدام البري، والمسمّى «سانتورين»، فهو ذو مدفعين بقطر 20 مليمتراً، بالإضافة إلى رادار يعمل على تشخيص عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ومتابعة مسارها. والمدفعان قادران على إطلاق 6 آلاف قذيفة في الدقيقة، ويغطي كل منهما منطقة بقطر يصل إلى 1200 متر، فيما تصل تكلفته إلى 25 مليون دولار.