القاهرة ــ الأخبارأخفقت حركتا «فتح» و«حماس» مجدّداً في التوصّل إلى اتفاق في الجولة الرابعة من الحوار، التي دارت بينهما في القاهرة خلال اليومين الماضيين وكان من المقرر أن تستمر أربعة أيام، فكان لا بد من نهاية سريعة لها. وسعى المسؤولون الفلسطينيون والمصريّون إلى تغليف الإخفاق بعبارات عن «اختراقات» في ملفات الأمن والانتخابات ومنظمة التحرير، وبقاء ملف الحكومة على حاله.
وأعلنت مصادر مصرية أنه «رغم عدم التوصل إلى تفاهم نهائي، فقد حدثت اختراقات مهمة في ما يتعلق ببند منظمة التحرير والملف الأمني وإجراء الانتخابات بالقانون المختلط». وأوضحت أن «الاجتماعات ستستكمل لاحقاً في وقت يتفق عليه الطرفان، لمعاودة التفاوض في موضوع الحكومة».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر رسمي مصري مسؤول قوله إن جولة جديدة من الحوار ستعقد في القاهرة يومي 16 و17 أيار المقبل «لحسم بعض النقاط العالقة تمهيداً لعقد الحوار الشامل وتوقيع وثيقة المصالحة والوفاق الوطني».
من جهته، قال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«فتح»، عزام الأحمد، إن «الجولة الرابعة من الحوار الفلسطيني حققت اختراقاً إيجابياً في عدد من القضايا الخلافية الأربع». وأضاف أن «وفدي فتح وحماس اتفقا، بمساعدة الراعي المصري، على موضوع منظمة التحرير، وتم تحقيق اختراق في موضوع قانون الانتخابات وتقدم في موضوع الأمن». إلا أنه أشار إلى أنه لم يتم «التوصل بعد إلى اتفاق بشأن موضوع الحكومة والعمل جار على تحقيق توافق حوله».
وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصريّة إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، طالب الوفدين «بتأليف حكومة فلسطينية جديدة تتولى مسؤولية إعادة الإعمار والإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، لمواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية».
في المقابل، نقلت الوكالة عن القيادي في «حماس»، عزت الرشق، قوله إن «تقدماً جرى في بعض القضايا، ونحن قدمنا مرونة في موضوع منظمة التحرير الفلسطينية وننتظر من حركة فتح تقديم المرونة نفسها في القضايا الأخرى». وأضاف أن «فتح وافقت من حيث المبدأ على النظام المختلط لإجراء الانتخابات. وطلبنا تفعيل المجلس التشريعي لكي تكون لنا رقابة على عمل أي حكومة مقبلة من خلال الغالبية التي حققناها في الانتخابات السابقة. وهذا يتحقق من خلال اعتماد توقيع النواب وتوكيلاتهم لزملائهم في الخارج، فيجب ألا نرهن الحالة السياسية الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي».
وتجدر الإشارة إلى أن خمسة من أعضاء وفد «حماس» المشارك في حوار القاهرة عادوا إلى قطاع غزة أمس. وقال مسؤول أمني في معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، إن محمد فرج الغول، ومحمد خميس حمودة، وخميس النجار، وموسى عطية عجلان، وزكريا أحمد أبو معمر، غادروا القاهرة إلى القطاع عبر المعبر بعد حضورهم الجولة الرابعة من الحوار.