القاهرة ــ خالد محمود رمضانلم يفوّت الرئيس المصري، حسني مبارك، أمس، فرصة إلقاء خطاب عيد العمّال، من دون استئناف الهجوم الناري على إيران وحزب الله (اللذين لم يسمّهما) على خلفية اعتقال السلطات المصرية ما بات يعرف بـ«خلية حزب الله».
وأمكن تسمية خطاب عيد العمّال بالنسخة المعدّلة من خطاب تحرير سيناء، الذي ألقاه قبل أيام، مع ملاحظة أن كلمة يوم أمس، جاءت محقونة بجرعة إضافيّة من الوعيد، وخصوصاً ضدّ «العملاء في الداخل»، ما يشكل تهديداً مباشراً لكل من يدافع عن حزب الله في الصحافة والسياسة المصريتين.
وبعدما لاحظ مبارك أنّ المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة وتتعرض لتهديدات ومخططات «قوى إقليمية معروفة»، أعرب عن أسفه في أن تستمر هذه القوى «في رفع شعارات الإسلام وقول الشيء ونقيضه، وتسعى لتعميق الخلافات العربية وشق صفوفنا تحقيقاً لمصالحها وأهدافها».
كذلك أسف مبارك لأن تجد «هذه القوى في عالمنا العربي من يساند تحركها ومخططاتها ومن ينصاع ـــــ خوفاً أو طمعاً ـــــ لأجندتها وتوجّهاتها». وأضاف «لقد حذّرت مصر مراراً من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج وعالمنا العربي، وقلنا إننا نعارض هذه المحاولات لأنها تضيف تهديداً جديداً للأمن القومي العربي وفتحنا الباب لمصالحة عربية حقيقية تقوم على المصارحة».
وكرر ما سبق ولوّح به سابقاً عندما قال «أما وقد تجرّأت هذه القوى وعملاؤها على أمن مصر وسيادتها، فإنني أقول بعبارات واضحة إنني لن أسمح أبداً بهذا، ولن أتهاون مع من يحاولون العبث بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها».
وأضاف مبارك تهديداً جديداً من نوعه على لائحته التي شملت «من يساند هذه القوى في الداخل ويلتمس لهم المبررات والذرائع لتهديد أمن مصر القومي». وكاد مبارك يستعيد العبارات نفسها، مشيراً إلى أنّ «مصر قد تصبر على تطاولهم وافتراءاتهم، لكننا سنتصدى بكل القوة والحسم لتآمرهم ومخططاتهم».
ولم ينسَ مبارك التذكير بما «قدمته مصر» للقضية الفلسطينية، معتبراً أن القاهرة لا تحدّد مواقفها «وفق هوى الميليشيات والفصائل». ورأى أن أقدار الشعوب «لا يصنعها من يتاجرون بالإسلام والمقاومة»، وإنما «المخلصون لانتمائهم لوطنهم وأمتهم وبالعمل الصادق والفكر المستنير».
وفي موازاة رفع مبارك وتيرة نبرته، كشف السفير المصري لدى واشنطن، سامح شكري، أن إدارة الرئيس باراك أوباما «تساند مصر في مواجهة أي نشاط يمس سيادتها أو يؤدي إلى زعزعة استقرارها». وأشار شكري، في حديث إلى وكالة «أنباء الشرق الأوسط» من واشنطن، إلى رفض الإدارة الأميركية «أي تدخل خارجي يهدف إلى التأثير على سياسة مصر الداخلية أو الخارجية»، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين أعربوا في العديد من المناسبات عن قلقهم من المعلومات التي أعلنت بشأن خلية حزب الله التي تم ضبطها في مصر.