للمرّة الأولى خلال ثلاثة أشهر تراجع الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتّحدة في آذار الماضي، ما يشير إلى أنّ الركود لا يزال في أوجه وأنّ الثقة لم تعد كليّة وبثبات لتحكم توجّهات المستهلكين. وبلغت نسبة تراجع الإنفاق، الذي يمثّل ثلثي النشاط الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم، 0.2 في المئة مقارنة بالشهر السابق، وهي نسبة أسوأ ممّا كان تصوّرها معظم الاقتصاديّين والبالغة 0.1 في المئة. وأوضحت أرقام وزارة التجارة أنّ المداخيل تراجعت بنسبة 0.3 في المئة، في ظلّ موجة كبيرة لإلغاء الوظائف. وكان حجم الراوتب المحسوبة بعد الضرائب ثابتاً ليرتفع معدّل الادخار إلى 4.2 في المئة بعدما كان صفراً في المئة تقريباً قبل عام.

أظهرت أسواق المال الخليجيّة بعض إشارات التحسّن في نيسان الماضي، بعدما دفعت الإجراءات الحكوميّة، من رفع للسيولة وخطط للتحفيز، إلى عودة ثقة نسبيّة إلى المستثمرين. وأنهت مؤشّرات جميع البورصات السبع في المنطقة الشهر مرتفعة مقارنة بالشهر السابق، وقاد ذلك الارتفاع المؤشّر السعوديّ بانتعاشه بنسبة 19 في المئة، على الرغم من تسجيل شركة البتروكيماويّات الرائدة «سابك» خسارة قاسية، والخيبة من أداء أسهم المصارف. وارتفعت الرسملة الكليّة للأسواق إلى 610 مليارات دولار من 550 مليار دولار بنهاية آذار و600 مليار دولار بنهاية عام 2008، غير أنّها تبقى تمثّل نصف الرسملة المسجّلة بنهاية عام 2007 والبالغة 1.116 تريليون دولار.