حركة الانفتاح التدريجي الأميركي على سوريا تتكلّل خلال الساعات المقبلة بزيارة أوّل موفدَين رسميين من إدارة الرئيس باراك أوباما إلى دمشق. الموفدان، وهما القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومسؤول ملف تسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض دانيال شابيرو، أعلنت عنهما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها إلى إسرائيل، أمس، مشيرة إلى أنهما سيقومان بـ«محادثات تمهيدية».وقالت هيلاري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، «سنقوم بإرسال مندوبين عن وزارة الخارجية والبيت الأبيض إلى سوريا من أجل التحقيق في مواضيع بين دولتينا، وهو جهد جدير بالاهتمام لبدء محادثات تمهيدية». لكنها أكّدت أنّ هناك مسائل عديدة تختلف عليها الدولتان يجب تحديدها، مضيفةً «كما أنّ هناك العديد من الشكوك الإقليمية التي تطرحها سوريا بوضوح».
ورفضت كلينتون الجزم بآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلةً «ليس بوسعنا بأي حال التكهّن بماذا سيكون عليه مستقبل علاقاتنا مع سوريا»، مؤكّدةً أنّ واشنطن «لن تلتزم بهذه المحادثات»، لكنّها شدّدت في الوقت نفسه على أنّ بلادها «لا تتورط في مباحثات من أجل المباحثات»، مضيفةً «ينبغي أن تكون هناك أهداف لها (المباحثات) ومصلحة مضمونة للولايات المتحدة»، ومشيرةً إلى أنه يجب تنفيذ هذه الأهداف «بالتشاور مع دول صديقة، لكننا نعتقد بكل تأكيد أنه ينبغي إجراء محادثات أوّلية مع الإدارة في سوريا، وهذا ما سنفعله».
وعن مسار السلام السوري ـــــ الإسرائيلي، أكّدت وزيرة الخارجية الأميركية أنّه «فور الانتهاء من تأليف حكومة جديدة في إسرائيل، عقب انتخابات العاشر من شباط، سيصبح مسار السلام ـــــ الإسرائيلي السوري على جدول أعمال إدارة باراك أوباما».
ومن واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية غوردون ديوغد أن فيلتمان وشابيرو سيقومان قريباً بزيارة دمشق لإجراء محادثات في شأن العلاقات الأميركية ـــــ السورية. وقال مصدر دبلوماسي مطّلع إن زيارة المسؤولَين الأميركيين قد تحصل يوم السبت أو الأحد المقبلين، غير أن مصدراً مرافقاً لكلينتون أشار إلى أن الموفدين سيتوجهان إلى سوريا فور مغادرة وزيرة الخارجيّة إسرائيل، اليوم الأربعاء.
في هذا الوقت، تسلّم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أمس، رسالة موجهة إلى الرئيس بشار الأسد من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، نقلها وزير الإسكان وبناء المدن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سعيدى كيا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الحديث دار خلال الاجتماع بين الشرع وكيا حول «آخر التطورات السياسية وتطورات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين».
(أف ب، يو بي آي، الأخبار)