واشنطن ــ محمد سعيديبدو أن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه إيران تكرّر ازدواجية المعايير. إذ لا ترى حرجاً في تدخّل طهران بالوضع الأفغاني ما دام يصبّ في مصلحتها، فيما تتهمها بالتدخّل في البلدان العربية. وتعتزم حكومة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في أول بادرة علنية للانخراط مع إيران، دعوة طهران لحضور مؤتمر دولي لوضع استراتيجية بشأن أفغانستان يعقد في 31 آذار الجاري. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحافي في بروكسل، حيث تشارك في اجتماعات وزراء خارجية دول حلف شمالي الأطلسي، «إذا مضينا قُدماً في مثل هذا الاجتماع فمن المتوقع دعوة إيران كجار لأفغانستان». لكن الوزيرة كلينتون اتهمت، في المقابل، إيران بالعمل على تقسيم العالم العربي، من خلال دعمها «الإرهاب». وقالت، للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّتها من رام الله إلى بروكسل، «سمعت خلال لقاءاتي مع وزراء خارجية دول عربية وقادتها الكثير الكثير أيضاً من القلق العميق من التهديد الذي يمثله الإيرانيون». وتابعت «من الواضح أن إيران تتعمد التدخل في الشؤون الداخلية لكل هؤلاء الناس وتحاول مواصلة جهودها لتمويل الإرهاب، سواء كان حزب الله أو حماس أو غيرها».
كذلك اتهمت الوزيرة الأميركية المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، بالتدخل في الشأن الفلسطيني، بعد تصريحاته أمس في مؤتمر طهران لنصرة الشعب الفلسطيني.
وفي تناغم واضح مع التصريحات الأميركية (يو بي آي)، اتهم وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، طهران بمحاولة شق وحدة الصف العربي وبمحاولات الضغط على الدول العربية. وقال، في مقابلة مع التلفزيون المصري، إن «إيران توظّف كيانات ودول عربية للضغط على الإقليم لتحقيق أهداف، وعلى رأسها تخفيف الضغط عنها بشأن الملف النووي».
واتهم إيران بالسعي «لأن تكون طرفاً فاعلاً يجلس إلى الطاولة العربية للتفاوض على المشاكل العربية»، مضيفاً أنها تقوم «بمحاولة شق الصف العربي وإحداث خلافات في ما بين الدول العربية لتحقيق أهدافها في المنطقة».
وفي إشارة إلى سوريا، انتقد أبو الغيط وصف بعض الدول العربية نفسها بأنها دول ممانعة، مقابل دول أخرى «من دول الاعتدال»، قائلاً إن العرب كلهم اتفقوا على مبادرة السلام العربية وإن السلام خيار استراتيجي، متسائلاً «فما معنى الممانعة إذاً؟».
وفي إطار السجال العربي الإيراني، انتقد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، أمس، نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، لدعوته إلى تضامن عربي لمواجهة «التحدّي» النووي الإيراني. وقال إن «هذه الإيحاءات لا مكان لها في ضمير وأفكار الأمة العربية والإسلامية»، مضيفاً «إننا نستغرب من أن أصدقاءنا ابتعدوا عن الحقائق في معرفة التحديّات». وتابع «نحن نرحّب وندعم مساعي جميع الدول العربية والإسلامية لتحقيق الوحدة وتجنّب الشقاق».