واشنطن ــ محمد سعيدانضم الاتحاد الأوروبي إلى حملات التنديد بالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس المحتلة والضفة الغربيّة، متهماً الدولة العبرية بتنفيذ «خطّة ضمّ غير قانونية للقدس الشرقية» عبر توسيع المستوطنات وهدم المنازل وسياسات الإسكان التمييزية والجدار العازل في الضفة الغربية.
وقال الاتحاد، في تقرير «سرّي» صدر في منتصف كانون الأول الماضي وكشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية، أول من أمس، تحت عنوان «تقرير رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي بشأن القدس الشرقية»، إن «إسرائيل تسارع فى خططها إزاء القدس الشرقية، وهي تقوّض صدقية السلطة الفلسطينية وتضعف الدعم لمحادثات السلام».
وتحدث التقرير عن «الحقائق التي تخلقها إسرائيل على الأرض»، وتشمل بناء مستوطنات جديدة وإنشاء جدار الفصل وانتهاج سياسات إسكان تمييزية وهدم المنازل واعتماد نظام متشدّد لإصدار تصاريح البناء واستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية.
كذلك أكّد الاتحاد مجموعة من الحقائق المرتبطة بالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي؛ فأشار إلى أن «هدم البيوت أمر غير قانوني» وفقاً للقوانين الدولية، وله عواقب إنسانية وخيمة ويغذّي شعور المرارة والتطرّف. وأوضح أنّ بلدية القدس لا تنفق أكثر من 5 إلى 10 في المئة من ميزانيتها على مناطق الفلسطينيين شرق المدينة، رغم أنهم يشكلون ثلث سكان القدس، تاركةً إياهم يعانون خدمات وبنية تحتية سيئة. ولفت أيضاً إلى أن سلطات الاحتلال لا تصدر أكثر من 200 ترخيص للبناء سنوياً للمساكن الفلسطينية ولا تخصص الفلسطينيين سوى بـ 12 في المئة فقط من القدس الشرقية لأغراض السكن، ما أدى بالتالي إلى بناء الكثير من المنازل من دون تراخيص، هُدم منها نحو 400 منزل منذ عام 2004، وهناك أوامر هدم لنحو ألف منزل لم تُنفذ بعد.
وأوضح التقرير أن الاستيطان في شرق المدينة يتم بتسارع كبير، وأنه منذ بدء محادثات أنابوليس للسلام في أواخر عام 2007 قُدمت طلبات لبناء نحو 5 آلاف و500 وحدة سكنية في مستوطنات جديدة تم الترخيص لثلاثة آلاف منها حتى الآن، وأن هناك الآن نحو 470 ألف مستوطن في الأراضي المحتلة بينهم 190 ألفاً في القدس الشرقية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة صعدت ضغوطها على إسرائيل في موضوع الاستيطان. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين نقلوا إلى إسرائيل أربع شكاوى رسمية منذ بداية عهد الإدارة الجديدة تتعلق بجوانب مختلفة لقضية الاستيطان في الضفة الغربية.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن هناك مساراً متصاعدا للضغط الأميركي، معتبراً أن «هذا الأمر سيكون القضية الرئيسية التي ستعالجها الإدارة الجديدة خلال الفترة المقبلة»، مضيفاً «لن يكون لطيفاً مناقشتهم حول ذلك».
وأوضحت الصحيفة أن الشكاوى الأميركية تطلب توضيحات عن هدم بيوت الفلسطينيين في شرق القدس المحتلة وعن خطط البناء المزمعة بين القدس ومستوطنة «معاليه أدوميم»، وكذلك بشأن إخلاء البؤرة الاستيطانية المسماة «مغرون» وخطط بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «أفرات».