الصين خائفة من الخزانة الأميركيّة
أعرب رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عن قلقه من الأصول التي تحملها وزارة الخزانة الأميركيّة، مشدّداً على أنّه يدعو «الولايات المتّحدة إلى احترام كلمتها وأن تبقى أمّة تحترم صدقيّتها وتؤمّن سلامة الأصول الصينيّة». وقال وين في مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر التشريعي السنوي في بكين، «بالطبع نحن قلقون في شأن أصولنا (الماليّة). ولأكون صريحاً، أنا مرتاب قليلاً». والسبب في قلق بكين هو أنّ الصين هي الدائن الأكبر للولايات المتّحدة، ويصل حجم ذلك الدين إلى 1 تريليون دولار، أي حوالى 10 في المئة من الديون الأميركيّة.
كما تعوّل واشنطن على البلد الشيوعي، الذي يملك عملات أجنبيّة بقيمة تريليوني دولار، في شراء جزء كبير من سندات الخزينة لتمويل خطّة التحفيز الاقتصادي الضخمة التي يبلغ حجمها 787 مليار دولار.
ولم يعط وين أيّة تلميحات إلى رغبة بلاده في تغيير السياسة الأميركيّة المعتمدة. إلّا أنّ المحلّلين يرون أنّ ملاحظاته تعكس الخوف من عجز الموازنة الذي سينتج من الإنفاق الحكومي الأميركي الهائل المرتقب، ما قد يؤدّي إلى تراجع سعر صرف الدولار وبالتالي قيمة ما تحمله الصين من سندات أميركيّة.
وترغب الصين في زيادة سلطتها في النظام المالي والاقتصادي العالمي في قمّة مجموعة الدول العشرين الكبرى في لندن في 2 نيسان المقبل. وبحسب بعض المراقبين، فإنّها تذكّر القيّمين بدورها الجذري في تمويل ديون الولايات المتّحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم الذي إذا انتعش أو أصابه الركود جرّ معه اقتصادات العالمين النامي والصناعي على حدّ سواء، حسبما أوضحت تجربة الفترة
الأخيرة.
(الأخبار، أ ب)