محمد بدير يحبس الإسرائيليون أنفاسهم اليوم لمعرفة طبيعة القرار الذي سيتخذه رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف إيهود أولمرت، في قضية صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس»، في مقابل الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، وذلك في ضوء نتيجة المباحثات التي عاد بها مبعوثاه إلى القاهرة، رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين والمبعوث الخاص لشؤون الأسرى عوفر ديكل، اللذان قصدا فور عودتهما مكتب أولمرت لإطلاعه على تفاصيل المفاوضات التي سيُتّخذ بناءً عليها القرار النهائي بشأن عقد جلسة الحكومة الاستثنائية اليوم.
وفيما لم تتسرّب معطيات عن نتائج مفاوضات الموفدين، أُعلن أن رئيس الأركان غابي أشكينازي قطع زيارته الأميركية للمشاركة في جلسة الحكومة التي كانت مقرّرة أمس وأرجئت إلى اليوم، ما يؤشّر إلى إمكان حدوث اختراق في المفاوضات.
وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الدولة العبريّة وافقت على لائحة الـ450 اسماً المقدّمة من «حماس»، إلا أن الخلاف لا يزال على عدد الأسرى وأسمائهم، والذين ترغب إسرائيل في إبعادهم من الضفة الغربية إلى قطاع غزّة أو من الأراضي الفلسطينية إلى الخارج. وأفاد مصدر قريب من المفاوضين، رفض الكشف عن هويته، لوكالة «فرانس برس»، «اقتربنا كثيراً من ساعة الحقيقة».
ويبدو جلياً أن محاولات أولمرت ومبعوثيه اللعب على عامل الوقت بغية الضغط على «حماس» للقبول بالشروط الإسرائيلية، تحت ذريعة أنه من الأفضل للحركة التوصل إلى صفقة مع حكومة أولمرت قبل تأليف الحكومة اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، لم تُجد نفعاً.
وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة الحكومية المرتقبة اليوم تُعقد في ضوء التضارب في التقارير الإسرائيلية بشأن حقيقة حصول تقدم في المفاوضات بين إسرائيل و«حماس». ففيما ذكرت تقارير إسرائيلية أن إرجاء الجلسة الحكومية إلى اليوم لا يعني بالضرورة حصول تقدم في المفاوضات، وفق ما ذكر مصدر في مكتب أولمرت لصحيفة «هآرتس»، نقلت الصحيفة نفسها عن مصادر في القاهرة قولها إن «هناك فرصة حقيقية للتوصل خلال 24 ساعة إلى حلّ مقبول للقضية من الطرفين». كما نقلت عن المصادر ذاتها قولها إنه «تبيّن خلال المباحثات وجود خلافات بين الأطراف، إلا أنه يجري العمل على حلّها»، مثل قضية إبعاد قسم الأسرى المحررين.
ونقلت الصحيفة عن عضو المجلس الوزاري السياسي الأمني، الوزير رافي إيتان، قوله إنه متفائل من نتائج المفاوضات التي تجري في القاهرة.
وفي السياق، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» موقفاً يعكس إصرار «حماس» على شروطها، إذ نقل عن «مصدر في حماس» قوله إن «الإسرائيليين يدركون أننا غير معنيين بإخراج اسم واحد من قائمة الأسماء التي قدمناها». وأضاف أن «قائمة الأسماء الإسرائيلية بدأت تقترب من القائمة التي قدمناها قبل سنتين». ونقل الموقع عن مصدر مُقرّب من المفاوضات قوله إنه «يمكن إتمام الصفقة في غضون ساعات، لكن ثمة احتمال أن تستمر المفاوضات أياماً إضافية».