في ظل الانفتاح الدولي والإقليمي على دمشق، عرض الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبابليكا» الإيطالية نشرت أمس، أداء دور الوسيط لمعالجة الأزمة مع إيران، معرباً عن رغبته في لقاء نظيره الأميركي، باراك أوباما، مثنياً على «أولى خطواته»، ومبدياً قلقه من تحوّل الساحة السياسية الإسرائيلية صوب اليمين، ما يشكّل «عقبة أساسية في طريق السلام».وشدّد الأسد على أن التوقعات حيال أوباما عالية. وقال «التوقعات كثيرة من أجل لغة جديدة تدل على احترام الثقافات المختلفة، وتساعد على تخفيف التوترات، ولا سيما التوترات الدينية، التي سبّبها (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش عندما تحدث عن الحروب الصليبية».
وعند سؤاله عما إذا كان يرغب بلقاء الرئيس الأميركي، قال «أجل، في المبدأ، ستكون إشارة إيجابية جداً، لكنني لا أسعى إلى صورة تذكارية، آمل أن أراه من أجل التكلم». وأوضح أنّه بعد رحيل جورج بوش، فإن أوباما بحاجة إلى «استعادة الصدقية الأميركية، وأولى خطواته كانت مشجعة»، لأنه نفّذ وعوداً كان قد قطعها سابقاً، كالانسحاب من العراق وإغلاق معتقل غونتانامو. وقال «مع الانسحاب من العراق، الرغبة في السلام وإغلاق غونتانامو، أثبت أنّه رجل صادق في كلامه»، غير أنه أضاف «من المبكر القول إن ما حصل نقطة تحوّل تاريخي»، وتابع «إن الأمر المؤكد الوحيد هو أنه بعد الظلام الذي تمثل بإدارة جورج بوش عاد الأمل».
وأشار الأسد إلى أهمية الدور الأميركي بقيادة أوباما في جلب السلام إلى المنطقة، رغم إعرابه عن ثقته بالأدوار الدبلوماسية التركية والفرنسية الصاعدة في المنطقة، لكن «فقط واشنطن قادرة على أن تمارس ضغوطاً على إسرائيل».
وفي مسار المفاوضات مع إسرائيل، تصوّر الأسد إمكان استئنافها، من حيث المبدأ، لكنه قال «لست قلقاً من فكرة (رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين) نتنياهو، بل من تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، والذي انعكس بصعود نتنياهو (المتشدّد)»، مضيفاً «هذه هي العقبة الأكبر في وجه السلام».
وعن الحليفة إيران، قال الأسد «أنا مستعد لأداء دور الوسيط مع إيران»، مضيفاً «وإذا كنا نتكلم على التأثير الإيراني في العراق، ينبغي إجراء تمييز: النفوذ لن يكون سلبياً إذا كان على أساس الاحترام المتبادل، أما التدخل فهو أمر آخر». وتابع «وإذا كنا نتكلم على تفعيل الحوار مع إيران، عليك أن تقدّم اقتراحاً ملموساً لهذه الحكومة»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة، تلقى فقط دعوة واحدة لأداء دور في المسألة»، مؤكّداً «أنا مستعد لذلك، لكن هذا لا يكفي: ما نفتقر إليه هو خطة، قواعد دقيقة وآلية نقدّمها لطهران».
وشدّد الرئيس السوري على أنّ الحوار ضروري من أجل حلّ الأزمة العالقة بين الغرب وإيران على خلفية برنامجها النووي. وقال «أي محاولة لاحتواء بلد ما ستنتهي بتقويته»، مضيفاً «سواء أعجبك هذا أو لا، فإيران دولة مهمة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)