واصل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، زياراته التحضيرية الهادفة إلى تمهيد الأرضية المناسبة لعقد قمة عربية هادئة في الدوحة نهاية الشهر الجاري. ولهذه الغاية، قام أمس بزيارة خاطفة إلى عمان التقى خلالها الملك الأردني عبد الله الثاني وأجرى معه محادثات، أكدا في خلالها ضرورة «تنقية الأجواء العربية وتعزيز التضامن العربي على أسس فاعلة تخدم المصالح العربية وتعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات»، وفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.وركّزت مباحثات الزعيمين على «آليات تفعيل التعاون الثنائي والجهود المبذولة لبلورة موقف عربي موحّد للتعامل مع القضايا الإقليمية ومواجهة التحديات المشتركة».
وكان للملف الفلسطيني حضوره في لقاء الزعيمين، اللذين علّقا «أهمية على تحقيق التوافق الفلسطيني الذي تفرضه المصلحة الوطنية الفلسطينية»، على أن توظَّف «جميع الجهود والطاقات لتلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة، وخصوصاً الحق في إقامة دولة مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني».
وقد بحث الطرفان «الخطوات المطلوبة لتحقيق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية على أساس تلبية كل الحقوق العربية وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة».
وبحسب وكالتي الأنباء السورية «سانا» والأردنية «بترا»، فقد تم خلال اللقاء عرض التحضيرات الجارية لعقد قمة الدوحة، «على أمل خروجها بقرارات ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية».
كذلك تناول الحديث «الأجواء الإيجابية السائدة في العلاقات العربية ـــــ العربية والجهود التي تبذل لتنسيق المواقف تجاه القضايا العربية الجوهرية».
وشدّدت «بترا» على أنّ الأسد، الذي رافقه في زيارته القصيرة وزير الخارجية وليد المعلم، أطلع عبد الله على نتائج القمة الرباعية التي استضافتها السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري.
وتأتي زيارة الأسد إلى الأردن في «إطار التحرك السوري المستمر لتعزيز التنسيق العربي قبل قمة الدوحة بخصوص القضايا الرئيسية للعرب وتحصين حقوقهم»، بحسب «سانا».
وكان الأسد قد تلقى في العاشر من آذار الجاري رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني، نقلها رئيس الديوان الملكي الأردني ناصر اللوزي.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الأردني، نادر الذهبي، قام بزيارة إلى دمشق في تشرين الثاني الماضي، تم التأكيد خلالها على «دفع مسيرة التكامل الاقتصادي ومعالجة أي صعوبات أو معوقات إدارية تعترضها، وتفعيل دور رجال الأعمال وغرف التجارة والصناعة بما يؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة».
وكانت آخر زيارة قام بها الأسد إلى الأردن في عام 2004، بينما كانت آخر زيارة يقوم بها الملك عبد الله الثاني إلى سوريا عام 2007.
(الأخبار، أ ف ب، بترا، سانا)