وزّع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مجموعة من الرسائل القديمة ـــــ الجديدة، لتثبيت موقف سوريا من مجموع المسائل العالقة في الشرق الأوسط. مواقف عنوانها مواصلة تعليق الآمال على إدارة باراك أوباما، واستعداد للتعامل مع الفائز في الانتخابات اللبنانية المقبلة، في ظلّ تفاؤل بقمة الدوحة المقرر تنظيمها في غضون أيام، مع تشديد على رفض العودة إلى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، واستبدالها بمفاوضات مباشرة برعاية تركيا.وفي مقابلة أجرتها معه فضائية «الجزيرة» القطرية، أول من أمس، جدّد المعلم دعم بلاده لاستقرار لبنان، «وأن تجري الانتخابات في موعدها وفي جوّ آمن ومستقر وندعم من يفوز... ولسنا نحن من يتدخل».
وفي شأن العلاقة مع قادة الأكثرية النيابية، وتحديداً النائبين سعد الدين الحريري ووليد جنبلاط، قال المعلم إن «سوريا قلبها كبير ومستعدون لعلاقات جيدة مع كل قادة الشعب اللبناني، ونحن لا نميّز بين أحد، وهم عليهم أن يقرروا ما يريدون ونحن ندرس هذا الأمر».
وعما تنتظره دمشق من قمة الدوحة، أشار المعلم إلى أن على العرب «أن يفعّلوا مبادرة السلام، وأن تقوم إسرائيل بتنفيذ متطلباته، بعدما لمسنا تغيّراً في الموقف الغربي والأميركي إزاء هذه المبادرة».
وفي خصوص المصالحة العربية ـــــ العربية، حافظ المعلم على النبرة المعتادة لخطاب قيادته حين قال إن «سوريا لن تدخّر جهداً لاستكمال المصالحة العربية لتكون شاملة، ولا بد من بنائها على أسس ثابتة تنطلق من تفهّم واضح للأهداف الاستراتيجية».
وعن التعاطي السوري مع حكومة إسرائيلية يرجّح أن تكون موغلة في اليمينية، لفت رئيس الدبلوماسية السورية إلى «أنّنا جاهزون للدفاع عن أراضينا وهم يعلمون ذلك»، ورفض العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، لكنه أيّد الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، برعاية تركيا، شرط إعلان إسرائيل الالتزام بمتطلّبات السلام والانسحاب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران 1967. وشدّد على إصرار دمشق على أن يكون أي سلام محتمل «شاملاً وحقيقياً على كل المسارات اللبنانية والفلسطينية».
وعن مصير مواصلة دعم بلاده لحركات المقاومة، برّر المعلم هذا السلوك بأنّ «السلام لا يتحقق بالعمل السياسي فقط، بل بدعم المقاومة أيضاً».
وكان لمبادرة أوباما تجاه إيران، قبل يومين، موقف على لسان الوزير السوري، إذ رأى فيها «خطوة أولى على الطريق، ولا بد أن تتبعها خطوات عملية على الأرض»، انطلاقاً من مبدأ تخلّي الإدارة الأميركية الحالية عن «ممارسات الإدارة السابقة التي ارتكبت سلسلة من الأخطاء في أفغانسان والعراق والأزمة الاقتصادية العالمية».
وعن العلاقات السورية ـــــ الأميركية، عبّر المعلم عن انطباعه بأن «الأميركيين أدركوا أن سوريا لا تلبّي مطالب أحد، بل تنظر إلى مصالحها أوّلاً». وكشف بعض تفاصيل ما جاء على لسان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عندما زار دمشق أخيراً، فنقل عنه قوله في مستهل اجتماعه بالرئيس بشار الأسد «لم أعد سفير أميركا في لبنان. نحن نبدأ بالخطوة الأولى وفي حوار مفتوح».
(يو بي آي)