القاهرة ــ الأخبارغزة ــ قيس صفدي
أنهت مصر أمس تساؤلات تؤرقها حول مدى إمكان نجاحها في إنهاء ملف المصالحة الفلسطينية قبيل قمة الدوحة التي تنعقد نهاية الشهر الجاري، متفادية احتمال «الفشل» بالتأجيل. فخلافاً لما كان مقرراً، أعلنت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة أن «الجولة الثالثة من الحوار الوطني الفلسطيني ستستأنف في القاهرة بعد القمة العربية»، بهدف «إعطاء فرصة للفصائل لمزيد من التشاور لتحديد موقفها بصورة نهائية حول القضايا الباقية، وهي: الحكومة وقانون الانتخابات والمرجعية الفلسطينية».
وأكدت المصادر أن «الجولة الثالثة من الحوار الوطني ستستأنف أول الشهر المقبل على مستوى الأمناء العامين، تمهيداً لإعلان وثيقة القاهرة للوحدة والتوافق الوطني الفلسطيني، وإنهاء الانقسام». وقال القيادي في «فتح»، نبيل شعث، إن المصريين «أبلغوا الرئيس محمود عباس بالموعد الجديد عبر الهاتف»، على أن تشارك في جلسات الحوار وفود مقلصة ومتخصصة في النقاط الخلافية، مؤكداً أن «الفصائل ستبذل قصارى جهدها».
ورغم توقع مسؤول في «حماس»، رفض الكشف عن اسمه، أن «تؤدي الجولة المقبلة للحوار إلى نتائج إيجابية»‏، إلا أن إعلان التأجيل فتح الباب مجدداً أمام المناكفات الإعلامية بين حركتي «فتح» و«حماس»، بعدما اتهمت الأخيرة الأولى «بالخضوع للإملاءات الخارجية التي تعوق الحوار».
ودعت الحركة الإسلامية، على لسان المتحدث باسمها وعضو وفدها للحوار فوزي برهوم، «فتح» إلى ضبط خطابها الإعلامي ووقف كل أشكال التحريض «غير المبررة». وقال إن «النظرة التشاؤمية لعضو وفد فتح للحوار، عزام الأحمد، تجاه حوارات القاهرة، نابعة من تجربته المريرة مع فتح وقياداتها المنقسمة، والذين أجبروه على التراجع عن كل ما اتفق عليه مع حماس في صنعاء». وأشار إلى أن «تصريحات الأحمد تزامنت مع حملة اعتقالات الضفة والشروط المسبقة لعباس التي تزامنت مع الإملاءات الأميركية على برنامج الحكومة المقبلة».
إلى ذلك، وفي ما يتعلق بملف تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، تحدثت مصادر فلسطينية ومصرية عن وجود مؤشرات إيجابية تنم عن رغبة في تجاوز العقبات من الطرفين، بعدما وافقت «حماس» على إبعاد ١٢٠ من المفرج عنهم من الضفة إلى غزة أو قطر أو سوريا. وأشارت إلى أن «المشاورات لم تتوقف، ولا تزال العقبة الكبرى هي الإفراج عن السبعة المختلف عليهم من قيادات حماس وفتح والجبهة الشعبية».
وفي السياق، قالت صحيفة «معاريف» إن السلطات الإسرائيلية تمارس الضغط على قيادة «حماس» داخل سجونها كي تساعدها على إبرام صفقة التبادل من خلال إعطاء موافقتها على الصيغة الأخيرة التي استقرت عندها المفاوضات. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إن مسؤول ملف الأسرى، عوفر ديكل، التقى أخيراً معتقلين رفيعي المستوى من «حماس»، وأوضح لهم أن هذه هي فرصتهم الأخيرة للتحرر قبل أداء بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية رئيساً للوزراء.