القاهرة ــ الأخباريبدو أنّ أجواء المصالحات العربية، التي خيّمت على تحضيرات القمة العادية المقررة يوم الاثنين المقبل في العاصمة القطرية، الدوحة، لن تكتمل بكسر الجليد الذي يلف منذ فترة العلاقات المصرية ـــــ القطرية.
وترجّح معظم الأجواء أن يكون الرئيس المصري، حسني مبارك، أبرز الغائبين عن قمة الدوحة. وإذا صدقت التسريبات التي تؤكّد غيابه، فسيكون مبارك قد فوّت للمرة الثانية على التوالي حضور أهم اجتماع سنوي للقادة العرب. والغياب إذا حصل، فهو يجد جذوره بحسب مصادر عربية تحدثت لـ«الأخبار»، في الأزمة بين مصر وقطر، والتي تحاول بعض الأطراف العربية تسويتها قبل التئام القمة. وشهدت الساعات القليلة الماضية بالفعل، اتصالات مكثفة غير علنية أجرتها «أطراف عربية علاقاتها جيدة مع كل من الدوحة والقاهرة»، بهدف إقناع مبارك بالتوجه إلى قطر. لكن يبدو أن هذه الاتصالات لم تجدِ بعد، إذ إن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أعلن قبل مغادرته إلى الدوحة لينضم إلى وفد بلاده أنّ القيادة المصرية «لم تحسم بعد مستوى تمثيلها في القمة»، لافتاً إلى أن هذا القرار سيتّخَذ «في الوقت المناسب». وقد زاد تغيّب وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أمس، عن الاجتماع التشاوري الذي عقده وزراء الخارجية العرب في الدوحة، والمخصص لبحث العلاقات العربية ـــــ العربية، من احتمال تغيب مبارك عن القمة، بعدما ترأس زكي وفد بلاده إلى اللقاء الممهّد للاجتماع الرسمي لوزراء الخارجية اليوم.
في المقابل، تسير المصالحات السعودية ـــــ السورية، والمصرية ـــــ السورية في سياق أكثر تفاؤلاً؛ فقد كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، نبيل شعث، أنّ نائب رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء عمر قناوي، زار دمشق أمس «لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين بشأن المصالحة العربية والفلسطينية».
وقال شعث، لوكالة «فرانس برس»، إنّ هدف زيارة قناوي هو «استكمال المشاورات مع المسؤولين السوريين بشأن المصالحة العربية وإشراك سوريا في المصالحة الفلسطينية»، وخصوصاً أن الزيارة تتضمن لقاء قناوي مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، رمضان شلح.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، عشية وصول الرئيس بشار الأسد إلى الدوحة اليوم، أن موضوع العلاقات العربية ـــــ الإيرانية لن يكون على جدول أعمال القمة «لأن من الطبيعي أن يكون لكل بلد، وبسبب الموقع الجغرافي والسياسي، وجهة نظر في التعاطي مع الآخرين». وبشأن العلاقات السورية ـــــ المصرية، أشار رئيس الدبلوماسية السورية إلى أنّ العلاقة «طبيعية مع مصر وإن لم تنطلق بمستوى علاقتنا مع السعودية»، جازماً بأنّ قيادته «تعمل على مصالحة شاملة».
وعن الرئاسة السورية للقمة خلال عام 2008، قال إنها أدت إلى نتائج إيجابية «انطلاقاً من شعار: قمة التضامن العربي»، معرباً عن ارتياح سوريا بأن تنتقل رئاسة الدورة إلى «دولة قطر الشقيقة التي سنبذل كل جهد لمساعدتها لتحقيق أهدافها».