الدوحة ــ الأخبارتلتئم القمة العربية العادية الحادية والعشرون اليوم في الدوحة. كان من المفترض أن تكون القمّة عرساً تصالحيّاً عربيّاً، إلا أن تطورات اللحظة الأخيرة قلّصت حجم الآمال، ولا سيما بغياب الرئيس المصري حسني مبارك، وهو أحد أقطاب الخلاف العربي.
غير أن غياب مبارك ليس العامل الوحيد في تراجع المصالحة إلى المرتبة الثانية. فالسودان ومذكّرة اعتقال عمر البشير خطفا الأضواء، ولا سيما مع الحضور «الاستعراضي» للرئيس السوداني إلى العاصمة القطرية، بعدما كانت الأنباء تشير إلى نيّته المقاطعة «خشية الاعتقال». حضور حوّل أعضاء الوفد السوداني إلى نجوم في أروقة فندق الشيراتون الذي يحتضن أعمال القمة. وتكفي الإشارة إلى التصفيق الحاد لوصول البشير، أو الهجوم المرحّب على مستشار الرئاسة مصطفى عثمان إسماعيل لدى إدلائه بتصريحات تلفزيونية.
ليس مبالغاً القول إن القمة تحولت «قمّة سودانيّة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم تطرّقها إلى باقي الملفات الشائكة على الساحة العربية. لكنّ «نجومية» البشير المستحدثة حصرت القمة في مذكرة الاعتقال، وهي قضية لا تقلّ تعقيداً عن غيرها. فإضافة إلى ما تمثّله من مواجهة عربية ـــــ غربية، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى تعميق الخلافات العربية ـــــ العربية، ولا سيما أن بعض الدول لا تنوي الذهاب بعيداً في دعمها للخرطوم، أو توفير الدعم الذي تريده العاصمة السودانية، وهو ما سبّب التباساً في اجتماع وزراء الخارجية، أول من أمس، بعد رفض طلب السودان عقد قمّة طارئة للتضامن مع البشير.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن مثل هذه القمة، في حال الموافقة على عقدها، ستعيد الانقسام العربي إلى سابق عهده، تماماً كما كانت الأمور بعد قمّة غزة الطارئة في كانون الثاني الماضي، إذ ستعمد إلى تقسيمهم بين مؤيّد للمذكرة ومعارض لها.
رغم ذلك، لا تزال أجواء المصالحة العربية تتقدّم بإيجابية. ويبدو أن القمة تتجه نحو بلورة قرار لتكريس المصالحة، بناءً على ورقة سعودية من ست نقاط، تنص على الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية، والتوجّه الجاد نحو وثيقة «العهد والوفاق والتضامن»، وانتهاج أسلوب الحوار والتشاور في حل الخلافات العربية، والعمل على بلورة رؤية استراتيجية موحّدة للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي، وتأكيد محورية القضية الفلسطينية، وأهمية الالتزام بالاستراتيجية العربية لتحقيق السلام، وأهمية الاتفاق على نهج موحّد للتمكّن من مواجهة تحدي صراع الحضارات.
يشار إلى أن القمة التي يحضرها 14 رئيساً وملكاً وأميراً ستفتتح أعمالها في تمام الحادية عشرة من صباح اليوم بكلمة للرئيس السوري بشار الأسد (رئيس القمة السابقة)، تليها كلمة لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأبرز الغائبين عن القمة، إضافة إلى الرئيس المصري، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وملك المغرب محمد السادس.