إشارات الانفتاح الأميركي على سوريا وإيران بدأت تظهر في أكثر من شكل. فبالإضافة إلى زيارة وفد الكونغرس إلى دمشق ورسالة الإدارة الأميركية لطهران، تؤكّد تقارير أميركية أن الحوار مع هاتين العاصمتين بدأ قبل تسلّم أوباما منصبه، لكن بعيداً عن الأضواء.ويشير مسؤولو منظمات، أشرفوا على الاتصالات، إلى أن أوباما بدأ قبل أشهر حواراً مع إيران وسوريا على أعلى مستوى، من خلال خبراء في فريقه الانتقالي. وقال مدير «منظمة بوغواش الدولية»، جيفري بوتويل، إن خبراء في الانتشار النووي أجروا اتصالات «على أعلى مستوى» في الأشهر الأخيرة مع مسؤولين إيرانيين.
وشارك وزير الدفاع الأسبق وليام بيري في بعض هذه اللقاءات المخصصة «لدرس مجموعة من المشاكل التي تُسبّب انقسامات بين إيران والغرب، لا البرنامج النووي (الايراني) فقط، بل أيضاً عملية السلام في الشرق الأوسط وقضايا مرتبطة بالخليج». ورفض بوتويل كشف هوية المشاركين الآخرين، مكتفياً بالإشارة إلى أنهم «شخصيات رفيعة المستوى في الأوساط السياسية الإيرانية والأميركية».
وذكر موقع «ذي كايبل» لمجلة «السياسة الخارجية» المتخصصة أن الممثّل الدائم لإيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية كان من المشاركين في جلسات الحوار.
في موازاة ذلك، أعلنت مجموعة خبراء بإشراف المعهد الأميركي للسلام أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبلها لأكثر من ساعتين. وقال المستشار السابق لنزع الأسلحة لنائب الرئيس الأسبق آل غور، بروس غنتلسون، خلال مؤتمر صحافي في مقر المعهد، إن الأسد «قال إن هناك مصالح مشتركة محتملة بنسبة 70 في المئة في المنطقة، و30 في المئة ليست كذلك.. وقال لنعمل على الـ70 في المئة بانتظار تسوية الـ30 في المئة».
وفي السياق نفسه، أبلغ الأسد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي آدم سميث، الذي زار دمشق السبت، أن سوريا تريد إجراء حوار بنّاء مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر.
ونقلت وكالة الأنباء السوريّة «سانا» عن الأسد تشديده خلال اللقاء على «أهمية قيام حوار إيجابي وبنّاء بين البلدين على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وأضافت أن الأسد عرض خلال اللقاء مع سميث، الذي رأس وفداً مؤلّفاً من سبعة أعضاء، «رؤية سوريا للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي أوقع آلاف الضحايا المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني».
وقال سميث للصحافيين، إن لدى الولايات المتحدة وسوريا قضايا شائكة يتعيّن حلّها، ويجب بدء عملية لحلّها، مضيفاً «نعتقد أيضاً أن لدينا مصلحة مشتركة. كلنا نريد السلام في هذه المنطقة، وكلنا نريد مكافحة الإرهاب. ونأمل أن تؤدي هذه المصالح المشتركة إلى مزيد من الحوار».
وفي تصريح للصحافيين قبيل مغادرته دمشق، قال سميث «نحن في الولايات المتحدة متفائلون جداً برئيسنا الجديد المنتخب باراك أوباما، ولدينا فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الاميركية ـــــ السورية».
(أ ف ب، رويترز)