القاهرة ــ خالد محمود رمضانبدت مصر متفائلة، أمس، وتبشر باحتمال تثبيت الهدنة بين حركة «حماس» وإسرائيل خلال أيام، وخصوصاً بعد مشاورات الحركة الإسلامية في القاهرة أول من أمس، وعودة وفدها اليوم إلى العاصمة المصرية بعد مشاورات في دمشق.
وأعرب مسؤولون مصريون عن أملهم في التوصل إلى «تفاهمات شفهية» بين الجانبين، إلّا أنهم أكدوا أن «فتح معبر رفح يظل رهناً بالمصالحة الفلسطينية وتأليف حكومة وفاق وطني تتمتع بالأهلية القانونية للإشراف على المعبر».
وأشارت مصادر في القاهرة إلى أن اللقاء بين رئيس وفد «حماس» محمود الزهار، ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، «سيحمل معه موافقة الحركة رسمياً على المبادرة المصرية الرامية إلى تثبيت هدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 18 شهراً». وأوضحت أن «القاهرة تنتظر عودة وفد حماس إلى القاهرة، قبل إعلان الهدنة» التي توقعت أن تجري إمّا مساء اليوم أو غداً على أبعد تقدير.
وفي السياق، أكد الزهار أن حركته «ستبذل الجهد الكافي من أجل التوصل إلى اتفاق مشرّف يحفظ للشعب الفلسطيني حقه وكرامته»، وسط أنباء عن سعيه شخصيّاً لإقناع مشعل بالتهدئة.
من جهته، توقّع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، أن «يجري التوصل إلى الهدنة خلال الأيام أو الساعات القليلة المقبلة». وعمّا إذا كانت «حماس» لا تزال متمسكة بشروطها حيال التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر، أجاب «نعم. إن المسألة من الجانب الإسرائيلي عليها أيضاً بعض الملاحظات، وبالتالي فإن العمل الآن يجرى على كيفية تحقيق تقدم يوائم الطرفين ويجعلهما منضمّين إلى هذا التفاهم». إلّا أنه أوضح أن «إسرائيل قالت إنه لا ينبغي أن يتوقع الفلسطينيون فتحاً كاملاً للمعابر مع بدء سريان التهدئة».
ورفض زكي الخوض في تفاصيل السلع التي تستثنى من دخول غزة في المرحلة الأولى، مكتفياً بالقول إن «الفتح الكامل للمعابر سيجري بعد التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، يُطلق بموجبه الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط». وشدّد على أن إعادة فتح معبر رفح مسألة مرتبطة «بعودة الطرف صاحب الأهلية القانونية للإشراف عليه أي السلطة الفلسطينية».
وأوضح زكي أن «مصر لم تشارك في اجتماع كوبنهاغن الذي عقدته بعض الدول منذ يومين لبحث موضوع منع تهريب السلاح إلى غزة»، قائلاً إن «الموقف المصري في هذا الموضوع يعدّ واضحاً تماماً. لسنا في وارد المشاركة».
وتطرق زكي إلى مؤتمر «القاهرة 2 الذي تستضيفه بلاده في آذار المقبل لإعادة إعمار قطاع غزة، ويتوجه إليه المجتمع الدولي للعمل على إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة»، مشيراً إلى أن دعوة قطر إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة الإعمار في غزة «أمر مستغرب، نظراً إلى أن مصر سبق أن أعلنت منذ شهر عن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي، كما وجّهنا الدعوة إلى الدوحة للمشاركة».