غزة ــ قيس صفديباتت صفقة تبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل أقرب إلى التنفيذ، مع تنازلات متبادلة قدّمها الطرفان، رغم أنّ خلافاً لا يزال يخيّم في الأجواء بسبب أربعة أسرى تصرّ الحركة الإسلامية على تحريرهم.
وعلمت «الأخبار» من مصادر رسمية وسياسية متطابقة، رفضت الكشف عن اسمها، أنّ صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل قد «أنجزت تماماً» بوساطة مصرية، وما يعوق إعلانها هو الخلاف على أربعة أسرى هم: الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات (محكوم عليه بالسجن 30 عاماً بتهمة قيادة تنظيم إرهابي رغم تبرئته من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي)، وثلاثة من قادة «كتائب عز الدين القسام» الذراع العسكرية لـ«حماس» في الضفة الغربية: عباس السيد (محكوم بالسجن 35 مؤبداً و150 عاماً لقيادة القسّام ومسؤوليته عن عدد من العمليات الاستشهادية)، وعبد الله البرغوثي (محكوم بالسجن المؤبّد 67 مرة بتهمة إعداد عبوات ناسفة أدت إلى مقتل 66 إسرائيلياً)، وإبراهيم حامد (متهم بالمسؤولية عن عدد كبير من العمليات الفدائية على المستوطنات).
وتابعت المصادر أن «الاحتلال تراجع عن رفضه السابق الإفراج عن الأسرى الأربعة، ووافق على إطلاقهم وإبعادهم إلى دولة أخرى يرجّح أنها سوريا»، مشيرة إلى أن «حماس لا تمانع في ذلك، ولكنّها لم ترد نهائياً على العرض الإسرائيلي». ولفتت إلى أن المباحثات المتعلّقة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، في إطار صفقة تبادل الأسرى، شهدت «زخماً وسخونة» في الآونة الأخيرة، عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما سجّلت «حماس تراجعاً في موقفها من قائمة تضم 450 أسيراً، حدّدت أسماءهم بنفسها، وكانت تصرّ على تحريرهم، لتوافق على تحرير 250 اسماً فقط من القائمة، تختارهم دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّها أظهرت تشدّداً كبيراً إزاء ثمانية أسرى، بينهم سعدات وقادة ذراعها العسكرية الثلاثة».
وقالت المصادر إن الاحتلال وافق على أن تشمل صفقة التبادل أربعة من الأسرى الثمانية، عرف منهم: مؤسّس جهاز الأمن في «حماس» الذي كان يعرف باسم «مجد»، الأسير يحيى السنوار المعتقل منذ عام 1988، والقيادي في كتائب «القسام» حسن سلامة، المسؤول عن سلسلة العمليات الاستشهادية انتقاماً لاغتيال يحيى عياش في عام 1995، إضافة إلى القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي.
وأضافت المصادر أن الاحتلال وافق على تحرير الأسرى الأربعة وعودتهم إلى منازلهم في غزة ورام الله، بينما يصرّ على إبعاد سعدات وقادة كتائب القسام الثلاثة إلى سوريا.
في السياق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن وزير الأمن الداخلي آفي ديختر إقراره بأن صفقة تبادل الأسرى ستشمل «سجناء فلسطينيين كباراً»، ملمّحاً إلى «إبعاد عدد من الأسرى المحررين، حدّد من بينهم بالاسم سعدات وعبد الله البرغوثي»، مشيراً إلى أن «أبرز السجناء الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم لن يعودوا إلى منازلهم».