تتسارع الخطوات العربيّة نحو تسوية لم يُعرَف بعد، ما إذا كان مفعولها المطلوب، إرساء مصالحة طويلة الأمد، أو تمرير القمة العربية المقبلة المقررة في آذار المقبل في الدوحة، بأقل خسائر ممكنة.وغداة زيارة رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير مقرن بن عبد العزيز إلى دمشق، حاملاً رسالة من الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس بشار الأسد، كشف مصدر دبلوماسي خليجي عن اتصالات تجرى حالياً بين دمشق والرياض، لترتيب زيارة للأسد إلى المملكة، قبل قمة الدوحة.
لكن الهدف من هذه الاتصالات بقي غامضاً؛ ففيما أصرّ الملك عبد الله أمام مجلس وزرائه، على اهتمامه بإنهاء حالة التردّي على الساحة العربية والمضيّ قدماً في المصالحة التي بدأت في قمة الكويت، فإنّ دبلوماسيين عرباً أشاعوا موجة تشكيك بهذه الجهود، على اعتبار أنّ الهدف منها «لا يتعدّى تحاشي تفجير قمة الدوحة».
وفي ظلّ هذه الأجواء، كان الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى يصل إلى دمشق أمس، آتياً من السعودية وقطر واليمن، على أن يلتقي أقطاب القيادة السورية اليوم في مسعى «للمّ الشمل حول القضايا الرئيسية المختلف حولها».
قضايا أشار المصدر الخليجي إلى أنّ سوريا بادرت إلى تسهيل حلحلتها، ما دفع الرياض إلى إبداء استعدادها لاستقبال الأسد «بعدما تجاوب مع المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري».
كما أشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى موافقة الأسد على بذل جهود لـ«تسخير علاقات بلاده مع إيران لمصلحة القضايا العربية والعمل على الحدّ من التدخل الإيراني في شؤون بعض دول المنطقة، وبخاصة لبنان».
وفي سياق الإيجابية نفسها، قال الملك عبد الله، إنّ الاتصالات التي جرت مع الأسد والرئيس المصري محمد حسني مبارك، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، «تندرج في إطار سعي المملكة نحو تأصيل مبادرة الكويت التصالحية».
غير أنّ كل ذلك لم يمنع دبلوماسيين عرباً من الإعراب عن ثقتهم بأن هدف هذا الحراك يقتصر على مجرّد «تهدئة الأوضاع قبيل قمة الدوحة، لا على حلّ المشكلات القائمة»، وذلك لعلم القادة العرب بأنّ الخلافات «أعمق من أن تُحلّ بالطرق التقليدية التي فشلت سابقاً».
وفي حديث إلى وكالة «يو بي آي»، اختصر الدبلوماسيون ما يجري حالياً، بأنه «مجرد محاولة الاتفاق على سيناريو هادئ لقمة الدوحة كي تنعقد من دون ضجيج».
بدوره، بدا دبلوماسي عربي آخر أكثر تشاؤماً من زميله، إذ أكّد أنّ كل الجهود التي بذلت حتى اليوم، «لم تفلح في تقريب وجهات النظر، وبخاصة بشأن الملف الفلسطيني والموقف من الأوضاع في غزة والعلاقات العربية ـــــ الإيرانية». وتوقّع تمثيلاً متواضعاً للقادة العرب في قمة الدوحة، ورأى أنّ اجتماع وزراء الخارجية العرب، المقرّر عقده في القاهرة في 3 آذار المقبل، سيكون حاسماً في إظهار الصورة المستقبلية للوضع العربي.
(يو بي آي)