أدان أمس رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قصفاً جوياً يُعتقد أنه روسي، استهدف الأحد الماضي وسط مدينة إدلب (شمال غرب سوريا) الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، قائلاً إن الأراضي السورية «ليست ولن تكون جزءاً من الأهداف الروسية الإمبريالية»، وإن بلاده «ستقف بوجه أية دولة تقصف أبناء الشعب السوري، حتّى لو كانت روسيا، أو أية دولة ظالمة أخرى».
وقال الأمين العام لـ«المجلس التركماني السوري»، أمين بوزأوغلان، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى من خلال قصف منطقة «بايربوجاق»، شمال محافظة اللاذقية، إلى «كسر قوة تركيا في المنطقة».
وانتقد داود أوغلو زيارة مقررة لموسكو، لرئيس حزب الشعوب الديموقراطي، أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا، وسط أزمة أثارها اسقاط الجيش التركي طائرة حربية روسية فوق شمال سوريا. وفي خطابه في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال رئيس الوزراء التركي: «يمكنهم الذهاب أينما يشاؤون، لكننا نتساءل لماذا يزور اعضاء حزب الشعوب الديموقراطي روسيا الآن، فيما نشهد أزمة معها، وليس قبل شهرين... هؤلاء الناس اعتادوا التعاون مع كل من لديه نزاع مع تركيا».
ومن المقرر أن يلتقي رئيس حزب الشعوب الديموقراطي، صلاح الدين دميرتاش، الأربعاء المقبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في زيارة ستكون الأولى إلى روسيا، لسياسي تركي منذ إسقاط القاذفة الروسية الشهر الماضي. وينوي حزب الشعوب الديموقراطي فتح مكتب تمثيل في موسكو وعواصم أوروبية في 2016، حسبما أعلن مسؤول في الحزب.
ومن جهته، قال دميرتاش إن حزبه «يقف مع أهلنا الذين يقاومون الدبابات والقصف»، مؤكداً أن الحملة العسكرية التي تشنها أنقرة في جنوب شرق البلاد تستهدف السكان المحليين الذين تصفهم أنقرة بـ«الإرهابيين».
وفي هذه الأثناء، كانت الدبابات التركية تواصل قصف ما تسميه أنقرة أهدافاً تابعة لحزب العمال الكردستاني في بلدة الجزيرة الواقعة بجنوب شرق البلاد. ويقول الجيش التركي إن الحملة قتلت 127 مسلحاً كردياً خلال أسبوع، بينما قال حزب الشعوب الديمقراطي إن 23 مدنياً على الأقل قتلوا جراء الحملة في الأيام الأخيرة، وأُجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.
وفي سياق متصل، قالت أمس وكالة دوغان التركية إن «إرهابيتين» قُتلتا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة وقع ليلاً داخل حي شعبي في إسطنبول، يقطنه نشطاء يساريون «متطرفون» وأكراد. وبحسب الوكالة، دهمت قوات «مكافحة الإرهاب» منطقة غازي عثمان باشا، وأطلقت امرأتان تسكنان في إحدى الشقق النار على الشرطة التي ردّت بالمثل. وأعلنت جماعة صغيرة معروفة باسم «حزب المضطهدين الاشتراكي» أن المرأتين هما الناشطتان، يليز أرباي وشيرين أوتار. وذكرت الوكالة أن 4 من الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة في تبادل إطلاق النار. ويُعرف حي غازي عثمان باشا بأنه معقل لحزب العمال الكردستاني الذي أطلقت تركيا عملية عسكرية واسعة ضده منذ أسبوع في جنوب شرق البلاد، حيث الغالبية الكردية.

(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)