دمشق ـ سعاد مكرمنفت دمشق وجود زيارة «قريبة» للرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الرياض في إطار المصالحة السعودية ـــــ السورية التي تخيّم على سماء العالم العربي؛ النّفي أتى رغم التأكيد على استمرار أجواء المصالحة التي تعيشها العاصمة السورية هذه الأيام مرفقة بـ«نسيم أميركي دافئ» عبّرت عنه المساعي الأميركية لسبر إمكانات «الانخراط الجدّي في الحوار مع دمشق».
وقالت المستشارة الإعلامية للرئاسة السوريّة، بُثينة شعبان، إنّ زيارة «قريبة» للأسد إلى الرياض «غير واردة الآن»، لكنّها أكّدت وجود رغبة سعودية ـــــ سورية مشتركة في «استمرار التعاون». وأضافت أن «جهوداً في هذا الإطار تسير قدماً»، ونفت علمها بأن تكون سوريا قد تبلّغت رسمياً بأي شيء عن تعيين السعودية سفيراً لها في دمشق.
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع مصر، قالت شعبان إنّ «سوريا مستعدّة دائماً لأي تعاون عربي ولأي انفراج في العلاقات العربية ـــــ العربية». ولفتت إلى أن الخلافات العربية الآن هي «خلافات في المواقف». وأوضحت «من الجيد أن يتم التقارب بناءً على المصالح والمواقف، لا على العواطف والمشاعر»، معتبرة «حصول ذلك مؤشراً إيجابياً» لأنّه «أكثر جدية وديمومة».
وأضافت أنه ضمن هذه الرؤية للعلاقات العربية، تدعم سوريا أي جهد عربي لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعلى أي «أرض عربية تمّت». وفي إطار النشاط الدبلوماسي الأميركي على خط دمشق، يفضل السوريون الاستمرار في سياسة النفس الطويل. وقالت شعبان، تعليقاً على الأنباء التي تتحدث عن شمل دمشق أو عدمه ضمن الجولة الثانية للمبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة، إن «مجيء ميتشل إلى دمشق ضمن جولته الثانية لا يشير إلى أهمية أو عدم أهمية دور سوريا في عملية السلام، لأن لسوريا دوراً هاماً سواء زارها المبعوث الأميركي أو لم يزرها».
وفي السياق نفسه، قال السفير السوري في الولايات المتحدة، عماد مصطفى، في محاضرة في مكتبة الأسد في دمشق، إن هناك ثلاثة عوامل تجعل تعاطي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع سوريا مختلفة عن تعاطي إدارة سلفه جورج بوش، أولها الفشل الذريع لسياسات الأخير، وثانيها «يختص بسوريا لأن هناك إجماعاً بأن سياسات الولايات المتحدة تجاه سوريا أدت إلى الأثر المعاكس»، وثالثها هو أن أميركا «تعاني من انخفاض عظيم في الروح المعنوية».
وقال مصطفى «هناك عامل آخر، وهو أن أوباما رجل استثنائي على المستوى التاريخي في الولايات المتحدة، ليس فقط لتحطيمه الكثير من المحرمات وإنما لمستواه الفكري والأخلاقي».
وقال مصطفى، مخاطباً الأميركيين، إن «سوريا ليست عدوّة للولايات المتحدة،.. أجندتكم لا تنبعث من مصالحكم الوطنية بل من المصالح الوطنية لطرف ثالث، نحن نؤمن بأن ندير علاقاتنا معكم بصورة ناضجة، هناك قواسم مشتركة وهناك اختلافات وصعوبات عميقة، ولكن عندما تكون هناك خلافات يصبح الحوار أكثر إلحاحاً، لذلك لا بد من الحوار مع الولايات المتحدة وأن يكون حواراً شاملاً لكل القضايا وليس انتقائياً يفرضه طرف على آخر لأنه يخدم طرفاً ثالثاً».