محمد بديرقدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة ضد إطلاق صاروخَي الكاتيوشا من لبنان باتجاهها السبت الماضي، وطالبت بعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن لمناقشة القضية. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية إلى مجلس الأمن، داني كرمون، سلم كتاب الشكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ليل الاثنين الثلاثاء، وكذلك إلى الرئيس الدوري للمجلس، السفير الياباني يوكيو تاكاسو.
وطلب كرمون من المسؤولَين الدوليين توزيع نص الكتاب على بقية أعضاء مجلس الأمن تمهيداً لمناقشته في الجلسة الخاصة التي سيعقدها المجلس بعد غد الجمعة لبحث التقرير الدوري لتطبيق القرار 1701 والذي سيُعرَض خلال الجلسة.
وجاء في نص الشكوى أن إسرائيل «ترى أنّ الحكومة اللبنانية مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من أراضيها» وأنها تطالب «الحكومة اللبنانية بالتصرف بصورة أكثر حزماً وحسماً لمنع تكرار الهجمات».
كذلك دعت تل أبيب في شكواها الحكومة اللبنانية وقوات «اليونيفيل» إلى «الحرص على تطبيق القرار 1701 كاملاً»، بما في ذلك العمل على منع تهريب السلاح إلى منطقة جنوب الليطاني، مشددة على «احتفاظ إسرائيل لنفسها بحق الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وكتب كرمون، في رسالة الشكوى، «أن إطلاق هذه الصواريخ يثبت بوضوح أن هناك سلاحاً وذخيرة في جنوب لبنان وأنه يجب العمل فوراً لمنع تهريب السلاح إلى المنطقة واستخدام الذخيرة فيها». وأعرب عن ثقته «بأن كل الحوادث (السابقة) وتصعيد الوضع سيجري التطرق إليها بتناسب ووضوح في مشاورات مجلس الأمن».
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن لإسرائيل سجالاً مطولاً مع مؤسسات الأمم المتحدة في ما يحصل في جنوب لبنان، وذلك على خلفية ما قالت إنه «نجاح حزب الله بالتسلح وإعادة بناء ما فقده من ترسانة صواريخ خلال حرب تموز، رغم أنّ من المفترض بالجيش واليونيفيل منع تهريب السلاح إلى المنطقة».
وأضافت الصحيفة أنه رغم احتجاجات إسرائيل، فإن كل التقارير الدولية، التي رفعت حتى الآن إلى مجلس الأمن بشأن تطبيق القرار 1701، لم تتضمن أي تأكيد على أن حظر السلاح الذي يفرضه القرار على جنوب لبنان قد انتهك، مشيرة إلى أن «من شأن الإتيان على هذه الحقيقة أن يمثّل إقراراً بأن قوات اليونيفيل قد فشلت في أداء مهمتها».
وكان ثلاثة إسرائيليين قد أُصيبوا بجروح طفيفة جراء الصاروخين اللذين أُطلقا السبت، وقد سقط أحدهما في الجليل الغربي مسبباً أضراراً في أحد المباني، فيما لم يتجاوز الآخر الحدود اللبنانية.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تطلق فيها صواريخ مجهولة الجهة المنفذة باتجاه إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة. وسجلت حادثتان مماثلتان إبان عدوان «الرصاص المصهور» على قطاع غزة في النصف الأول من شهر كانون الثاني الماضي.