دمشق ـ سعاد مكرمكشف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس، أنّه تمّ بحث الملف اللبناني خلال لقائه مع نظيره السعودي، الأمير سعود الفيصل، في الرياض أول من أمس. وقال، في مؤتمر صحافي مع الممثل الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في دمشق، إنّ «من الطبيعي أن نتناول الوضع في لبنان، ووجهات النظر كانت متفقة على العمل لما يسهم في أمن هذا البلد واستقراره، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها». لكنه نفى أن يكون قد تطرق مع المسؤولين السعوديين إلى المحكمة الدولية المكلفة مقاضاة قتلة الرئيس الراحل رفيق الحريري. وعلى حدّ تعبيره، فإنّ المحكمة «لم تُطرَح من أي جانب، ولا سيما أنّ الطرفين يريان هذا الموضوع، شأناً محصوراً بين لبنان والأمم المتحدة».
ووصف المعلم مسار العلاقات السورية ـــــ السعودية بأنه في «الاتجاه الصحيح». وعن موقع مصر من المصالحة العربية، أجاب: «عندما نتحدث عن جهود التضامن العربي، هذا يعني أننا لا نستثني أحداً من الأشقاء العرب».
وعن موقف بلاده من الحوار الفلسطيني الذي تستضيفه القاهرة اليوم، لفت المعلم إلى أن دمشق «من خلال اتصالاتها مع الفصائل، تبذل كل جهد ممكن لنجاح حوار القاهرة»، جازماً بأنه في حال توصّل الأطراف إلى توقيع اتفاق، «ستحضر سوريا إذا دُعيَت».
وعن الموقف الأوروبي من «حماس»، شدد المعلم على أنّ حركة المقاومة الإسلامية «واقع حقيقي في غزة والضفة الغربية، وجزء هام من الشعب الفلسطيني ونتطلع لانضمامها إلى منظمة التحرير».
أما عمّا تتوقعه دمشق من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، والحكومة الإسرائيلية المقبلة، فذكّر المعلم بأن «التجربة علّمتنا أن نكون حذرين دائماً». ورداً على سؤال عن مبعوث السلام، جورج ميتشل، رأى المعلم أنه «إذا كانت نياته صادقة، فعليه أن يتصل بكل الأطراف»، في إشارة إلى عدم شمول جولته السابقة، سوريا.
في المقابل، أشاد سولانا بزيارة المعلم للسعودية، على اعتبار أنها «تسهم في استقرار المنطقة»، واضعاً أمله في مؤتمر شرم الشيخ الذي «سيكون اجتماعاً سياسياً هاماً».
وفي شأن اتصال أطراف أوروبية بالحركة الإسلامية، أعاد سولانا التذكير بالشروط الثلاثة التي وضعها الاتحاد الأوروبي و«اللجنة الرباعية للسلام»، وأبرزها اعتراف «حماس» بدولة إسرائيل.
وعن مباحثاته مع الرئيس بشار الأسد، قال سولانا إنها كانت «جيدة للغاية»، وتصدت «لكل المواضيع وخرجت بشعور بأن هناك إمكاناً لدفع المفاوضات بتعاون سوريا، وآمل أن أتمكن من العودة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لأقول إن المسائل التي اعتزمنا تحقيقها قد حققناها بالفعل».
وكان سولانا قد أمضى يومين في عاصمة الأمويين، التقى خلالهما الأسد ونائبه فاروق الشرع، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، عبد الله الدردري.