واشنطن ـــ محمد سعيدبالتزامن مع لقاء السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، مع القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، وهو اللقاء الأرفع بين مسؤولين سوريين وأميركيّين منذ فترة طويلة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن «من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيحدث ذوبان للجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا».
وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس كوسوفو، فاتمير سيديو، ورئيس وزرائه، هاشم تاجي، «لدينا اتصالات مستمرة مع السوريين كجزء من جهودنا الدبلوماسية العادية». وأضافت «من السابق لأوانه التحدث عما يحمله المستقبل».
من جهته، وصف عماد مصطفى لقاءه مع فيلتمان بأنه كان «اجتماعاً بنّاءً». وقال إنه «دُعي من قبل وزارة الخارجية الأميركية إلى سلسلة اجتماعات بدأت اليوم الخميس (أمس)، تُناقش فيها كل القضايا التي تهمّ الولايات المتحدة وسوريا ويتم فيها استكشاف آفاق هذه العلاقات»، مؤكّداً أن «هذا هو الطريق الصحيح لمسار العلاقات، وأعتقد أن لدى السيد فيلتمان الانطباع نفسه».
وأكد مصطفى أن «الاجتماع تم أيضاً على قاعدة انخراط الولايات المتحدة مع بقية العالم». وقال «من ناحيتنا وجدنا أن الوضع مختلف الآن»، مقارنة بما كان عليه في عهد حكومة الرئيس السابق جورج بوش. وعمّا إذا تلقى أي مطالب من الخارجية الأميركية، قال مصطفى إن «سوريا لا تتعامل مع العالم عن طريق المطالب، إذا كانوا يريدون رؤية وعلاقات فإننا نستطيع أن نتصرف على ذلك».
وعن إمكان عقد لقاء بين كلينتون ووزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش مشاركتهما في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة في شرم الشيخ يوم الثاني من آذار المقبل، قال مصطفى إنه «لا معلومات لديّ بهذا الشأن». غير أن مسؤولاً أميركيّاً قال إن «ذلك يعتمد على نتائج الاجتماعات بين فيلتمان ومصطفى».
يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود نفى يوم الأربعاء إدراج مثل هذا اللقاء في شرم الشيخ على جدول أعمال كلينتون. وقال إن «الخلافات بين حكومتي البلدين لا تزال كبيرة»، وتتضمن قلق واشنطن من دعم سوريا لما سماه «شبكات وجماعات الإرهاب، وإمكان امتلاكها أسلحة نووية وغير تقليدية، وتدخّلها في الشأن اللبناني، وتردّي أوضاع حقوق الإنسان لديها».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، بعد لقائه نظيره الفرنسي برنار كوشنير في باريس أمس، أن الرياض تريد «علاقات صحيّة» مع دمشق. وأضاف «ستكون هناك زيارات أخرى بين الرياض ودمشق». وتابع «نأمل في مصالحة سورية ـــــ سعودية على أسس صحيّة». وأكد أن «الانحرافات في العلاقات العربية أصبحت وراءنا، ودفنّاها»، واصفاً زيارة المعلم إلى الرياض بأنها «إيجابيّة».
إلى ذلك، حثّ ناشطون مدافعون عن إزالة الانتشار النووي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، على فحص «خاص» وإلزامي في سوريا للاستقصاء عن آثار تجارب نووية في موقع الكبر شمال البلاد.