يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما يقضي عطلة الأعياد برفقة عائلته في هاواي، معتصماً بالصمت. أمر يدعو إلى الاستغراب والتساؤل عن وعوده التغييرية، ويؤكّد مقولة أنّه لن يكون على قدر التوقعات التي عُلّقت عليه.لقد آثر الرئيس الأميركي المنتخب الصمت، فهو لم يتخذ بعد أي موقف ولم يُدلِ بأي تصريح، رغم أنه خرج وعلّق على اعتداءات مومباي وكرّس الكثير من وقته للإدلاء بتصريحات مفصلة بشأن الاقتصاد الأميركي.
ويقول المراقبون إن أوباما يريد أن يكون حذراً وسيظل حذراً لأن الصراع العربي الإسرائيلي ليس من بين أولوياته. ويرون أن موقف أوباما خطير للغاية فجماعات الضغط اليهودية حذرت من انتخابه، وبالتالي آثر التزام الصمت بشأن غزة.
وأشار البعض إلى أنه «إذا استمر أوباما على صمته، فسيعدّ له تأثير عملي في تقديم تأييد لحرب إسرائيل على غزة». ويعبّر آخرون عن تشاؤمهم حين ينظرون إلى نوعية الناس الذين يحيطون بالرئيس المنتخب إذ يجدون أنهم «أفضل أصدقاء لإسرائيل ولا يجرؤون على أن ينأوا بأنفسهم عن مواقف الحكومة الإسرائيلية».
في هذا الوقت، دعت العضوة الجمهورية في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إليانا روزليتنن، كلاًَ من البيت الأبيض ووزارة الخارجية إلى منع صدور قرار إدانة لإسرائيل في مجلس الأمن، والضغط على هذا المجلس لتحميل حركة «حماس» مسؤولية الهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة.
وادّعت روزليتنن، وهي مهاجرة يهودية من كوبا وتمثل ولاية فلوريدا، أن القرار المقترح، والمتوقع أن تقدمه ليبيا وإندونيسيا لمجلس الأمن، سيدعو إلى وقف إطلاق النار من دون أن يميز بين «هجمات حماس الصاروخية وبين الرد الإسرائيلي دفاعاً عن النفس». وهاجمت نظام الأمم المتحدة، الذي قالت إنه هو نفسه الذي فشل في محاسبة الطغاة ومنع أنظمة مثل إيران من زيادة قدراتها النووية لمحو إسرائيل.
في المقابل، دان أكثر من 60 نائباً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية. ونقلت صحيفة «الغارديان» عن النواب قولهم «ندعو المجتمع الدولي، وخصوصاً الأطراف الموقعة على معاهدة جنيف الرابعة، إلى التدخل والتشديد وبوضوح على أن استخدام الخيار العسكري لن يقود إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط».
وأصدر الزعماء اليهود والمسلمون في البوسنة دعوة مشتركة إلى المجتمع الدولي كي يضغط من أجل وقف النزف في غزة. وطالب رئيس الحكومة الياباني تارو آسو نظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت في اتصال هاتفي بوقف العدوان، ودان «الهجمات الصاروخية الفلسطينية». ورأى وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس «أن الوضع في غزة متوتر ومتأزم»، ودعا إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار».
على مستوى المساعدات الإنسانية، أعلنت بريطانيا تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار لمعالجة الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة.
(رويترز، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)