انضمت الآلة الإعلامية الإسرائيلية إلى الآلة العسكرية في العدوان على قطاع غزة. ومثّل المعلقون وهيئة الإعلام القومي المستحدثة جنوداً إضافيينجنّدت إسرائيل لحملتها العسكرية على قطاع غزة، طاقماً إعلامياً كبيراً، استغرق تدريبه أشهراً، ليكون جاهزاً للمعركة الإعلامية. وقال البروفيسور المحاضر في جامعة بن غوريون في بئر السبع، دوف شنعار، إن «إسرائيل تعلمت من تجاربها السابقة استخدام العلاقات العامة، ووسائل الاتصالات، للتوجه إلى الدبلوماسيين لتعريف العالم بأسباب الحملة العسكرية وتفاصيلها».
وبدأت إسرائيل حملتها الإعلامية قبل أسابيع، واستخدمت لهذه الغاية أفضل المتحدثين باسمها، في مقدمتهم رئيس الدولة شمعون بيريز، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وفي اليوم التالي لبدء العدوان، رافقت ليفني ممثلي ستين دولة من سفراء ودبلوماسيين في جولة على جنوب إسرائيل. وقالت أمامهم: «ننتظر من الأسرة الدولية أن تدعم عمليتنا الرامية إلى تغيير الوضع على الأرض وإعادة الهدوء بالنسبة إلى مئات آلاف الإسرائيليين المقيمين في مرمى الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة».
وفي السياق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل انشأت منذ ثمانية أشهر، هيئة للإعلام القومي، لتوضح خلفية الحملة العسكرية، بالتنسيق مع سكرتير الحكومة، عوفيد يحزكال، ومع قوى الأمن المختلفة. واعترف رئيس الهيئة، ياردن فاتيكا، بأنه «أُعِدَّت سلفاً المواد الإعلامية التوضيحية والمقابلات والرسائل، وبات الموضوع الإعلامي يتوحد مع عملية اتخاذ القرارات». وقال: «نحن لا نحل محل الناطقين باسم الخارجية، أو الجيش، أو المؤسسات الأخرى، بل نساعدهم وننسق بينهم ليتحدثوا بخطٍّ واحد».
كذلك كشفت الصحيفة عن أن الخارجية الإسرائيلية وزعت «كراساً» على المتحدثين الإسرائيليين، وطالبتهم بالتقيُّد بالجمل التي وزعت عليهم، والتي تتلخص «بمسؤولية حماس عما يجري في غزة». ويتضمن الكراس، عبارات مثل «سكان غزة ليسوا أعداء إسرائيل»، و«القصف يستهدف الإرهابيين»، و«إسرائيل خرجت من غزة قبل ثلاث سنوات، لكن الصواريخ لاحقتها». وإسرائيل «أدخلت 264 طن غذاء لغزة».
وبالإضافة إلى ذلك، كثفت إسرائيل ظهور ناطقيها من الجيش والخارجية، في كل المجلات وبلغات مختلفة. كما كثفت من الدعوات إلى الإعلاميين لزيارة الملاجئ، وزيارات عائلات تعيش «الرعب» في الجنوب.
وقال المسؤول الإعلامي في المنظمة غير الحكومية لمراقبة الإعلام في النزاع العربي الإسرائيلي، حمودة أبو ندى، إن «إسرائيل لا تحاول إخفاء عوراتها، لكنها تؤدي عملاً توضيحياً وتفسيرياً للعالم، والإعلام جزء من الحرب النفسية». وأوضح أن إسرائيل تستخدم «كل المجالات مثل المناشير والتصريحات والإذاعات»، مثل نشر أن «قيادة حماس تركت الناس وهربت، ولم يعد عندكم مسؤولون، وهذا يخلق بلبلة بين الناس».
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، أن إسرائيل استحدثت صفحة على موقع «يوتيوب» لشرح الهجمات الإسرائلية. وأشار إلى أن «المدونات، ووسائط الإعلام الجديدة هي أساس من منطقة الحرب في معركة الرأي العام العالمي».
(أ ف ب، أ ب)