strong>«حماس» مستعدّة للتهدئة وتنتظر مبادرة لرفع الحصارعلى وقع العدوان المتواصل على غزة، يبدو أن اللاعبين الدوليين قد بدأوا يطرحون مبادرات جديّة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار. ورغم رفض الاحتلال للتهدئة، أعلنت «حماس» استعدادها للبحث في مبادرات جديّة، شرط رفع الحصار

غزة ــ قيس صفدي
مع بدء حراكٍ دبلوماسي دولي بين تركيا وأوروبا وغيرها من الدول، والعمل على طرح مبادرات لتحقيق تهدئة في قطاع غزة الذي يشهد عدواناً إسرائيلياً، أعلنت حركة «حماس» أنها لم تتلقَّ أي مبادرة حتى الآن، إلاّ أنها مستعدة للتجاوب.
وأعلن المسؤول في حركة «حماس»، أيمن طه، أن «حركته مستعدة لدراسة مقترحات للتهدئة في قطاع غزة، تطالب إسرائيل بوقف الهجمات فوراً ورفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة». وأضاف أنه «إذا ما عرض علينا أي عرض، فسوف ندرسه. نحن مع أي مبادرة توقف العدوان فوراً وترفع الحصار كاملاً». إلا أنه نفى أن تكون حركته قد تلقت أي مبادرة بهذا الخصوص، قائلاً: «لم تُعرَض علينا أي مبادرة حتى الآن».
في هذا الوقت، يبدو أن روسيا تحاول إيجاد دور لها في هذه الحرب، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «حماس مستعدة لوقف هجماتها على إسرائيل، شرط أن تنهي الدولة العبرية حصارها لقطاع غزة».
وقال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، رداً على سؤال لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي بينهما، إنه «مستعد لوقف المواجهة المسلحة، شرط رفع الحصار عن قطاع غزة». وأكد أن «حماس ستبذل ما في وسعها للمساعدة في إجلاء المواطنين الروس من قطاع غزة»، موضحاً أن «التدخل العسكري الإسرائيلي يعوق هذه العملية».
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الروسي عن «قلقه البالغ حيال الوضع الإنساني في غزة»، لافتاً إلى أن بلاده سترسل مساعدة «قريباً جداً»، داعماً موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجهة «وقف المواجهة المسلحة في غزة».
ووسط معلومات عن استعداد إسرائيل لشن هجوم بري على القطاع، أكد النائب عن «حماس» في المجلس التشريعي، مشير المصري، أن حركته «ستقاتل حتى آخر رمق في إذا نفذت إسرائيل عملية برية على قطاع غزة»، مضيفاً: «في الحرب كما في السياسة، كل السيناريوات متوقعة. وأي اجتياح سيكون مجازفة حقيقية لجيش الاحتلال، ونؤكد لهم أن دخول قطاع غزة ليس كالخروج منه».
وعلى الصعيد الميداني، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات محدودة على قطاع غزة، أمس وليل الثلاثاء الأربعاء، بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما لم يمنع التحليق المكثف للطائرات فصائل المقاومة من مواصلة قصف البلدات والمدن والمواقع الإسرائيلية.
وارتفع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في اليوم الخامس من العدوان على القطاع، إلى 390 شهيداً، ونحو ألفي جريح، بينهم أكثر من 300 في حال حرجة.
ومع حلول المساء، استشهد فلسطينيان في غارة جوية استهدفت منزلاً يعود لمقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في بلدة بني سهيلا جنوب القطاع.
وقال بعض السكان، لـ«الأخبار»، إن «قوات الاحتلال هددت عبر اتصالات هاتفية بعشرات الفلسطينيين في غزة، بقصف عدد من المساجد، زاعمة أنها تحتوي على مخازن للسلاح تعود لحركة «حماس».
ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ بدء الغارات الجوية يوم السبت الماضي، ستة مساجد في القطاع. كذلك استهدفت غارات، ليل أول من أمس، منازل سكنية تعود لمقاومين في «كتائب القسام»، ومنزلاً لمقاوم في «سرايا القدس»، من دون النيل من أصحابها الذين اتخذوا احتياطات أمنية وأخلوا المنازل في أوقات سابقة.
واستشهد طبيب وضابط إسعاف في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، في منطقة جبل الريس، شرق مخيم جباليا، فيما نجا مقاومون في «سرايا القدس» من غارة جوية استهدفتهم في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، فأصيب مقاوم، ولحقت أضرار مادية جسيمة بعيادة صحية.
وقصفت مروحية إسرائيلية مبنى من المباني الأمنية القليلة التي لم يطاولها القصف، ويتبع للشرطة البحرية على شاطئ بحر منطقة السودانية شمال مدينة غزة، ودمرته بالكامل. كذلك قصفت مبنى آخر يتبع لقوات الأمن الوطني في بلدة عبسان جنوب القطاع.
واستهدفت طائرات حربية من طراز «إف 16» بقنابل ثقيلة أحدثت ارتجاجات عنيفة في أنفاق التهريب المنتشرة في محيط محور صلاح الدين، «محور فيلادلفي»، على الحدود المصرية مع القطاع، ما أدى إلى تدمير عدد غير محدد من هذه الأنفاق.
من جهة أخرى، هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «بوقف المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل، إذا لم توقف عدوانها على غزة». وقال، لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لانطلاق الثورة الفلسطينية: «لا نرى، رغم اقتناعنا بالمنهج والهدف، واقتناعنا وحرصنا على عدم العودة إلى الوراء، أي فائدة من استمرار المفاوضات بالصورة التي جرت عليها. فنحن لن نتردد في وقفها إذا ما تعارضت مع مصالحنا ومست ثوابتنا الوطنية، أو مثّلت غطاءً للعدوان. فالسلام لا يمكن أن يكون إذعاناً أو تفريطاً أو استسلاماً».
إلى ذلك، اتهمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أطرافاً عربية وفلسطينية رسمية، بـ«الانخراط» في المشروع «المعادي للأمة ولمشروعها الوطني التحرري»، و«التآمر» على المقاومة الفلسطينية. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة، مروان الفاهوم: «لم يعد خافياً على أحد وجود أطراف عربية وفلسطينية رسمية باتت منخرطة في المشروع المعادي للأمة ولمشروعها الوطني التحرري، وتتآمر على المقاومة الفلسطينية وتسوق للادعاءات الصهيونية وتبرر لها عدوانها على شعبنا في غزة».