لم تخرج إلى العلن أيّ تسريبات جدّية عن لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس الحكومة التركيّة رجب طيب أردوغان في دمشق أمس. ففي ظلّ حديث سبق وصول أردوغان إلى عاصمة الأمويين عن مبادرة يحملها الرجل لتثبيت وقف إطلاق نار في غزّة، اقتصر البيان الرئاسي السوري الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الحكوميّة «سانا»، على العموميات، من دون الإشارة إلى ما إذا كان الوسيط التركي قد التقى برئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل.حتى إن وكالة «رويترز» نقلت عن أردوغان نفيه وجود أي خطط للقاء مسؤولي «حماس» في دمشق. كذلك، فقد أشار أحد مرافقي أردوغان إلى أنه «ليس على علم بأي نيات من أعضاء آخرين من الوفد للقاء زعماء حماس في دمشق».
وفي ما يشبه النعي النهائي لوساطة تركية تقودها أنقرة منذ أيار الماضي بين سوريا وإسرائيل، جزم البيان الثنائي بأن «العدوان الإسرائيلي على غزة نسف كل الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام في المنطقة»، بما أنه «يستحيل الحديث عن أي سلام في ظل التعنت الإسرائيلي».
وحذّر الزعيمان «من خطورة وتداعيات» استمرار عدوان إسرائيل على أمن المنطقة واستقراره، مشددين على ضرورة تحرك الدول العربية والإسلامية «لإرغام» الدولة العبرية على الوقف الفوري «للمحرقة الجارية ضد شعب أعزل من السلاح».
واختصر البيان أجواء الاجتماع بالإشارة إلى «بحث سبل التحرك إقليمياً ودولياً لوقف نزف الدم الفلسطيني ورفع الحصار وفتح المعابر فوراً وضرورة أن تتحمل الدول العربية مسؤولياتها تجاه قطاع غزة في الإغاثة».

وحضر الاجتماع من الطرف السوري، نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان.
ومن ضمن جولته التي تشمل 4 دول، عقد أردوغان محادثات مسائية مع الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة العقبة على البحر الأحمر، على أن يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة اليوم، والملك السعودي عبد الله في الرياض في الثالث من الشهر الجاري.
ونقل التلفزيون الأردني الحكومي عن الملك عبد الله أنه بحث مع الضيف التركي مبادرة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التي عرضها على المسؤولين الأتراك أول من أمس في أنقرة، القائمة على تهدئة متبادلة وصولاً إلى فتح المعابر بين غزة وإسرائيل.
ووفق التلفزيون الأردني، فإنّ عبد الله رأى أنّ «لا شيء يبرر عدم تحرك المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة»، محذّراً من خطورة ما يجري على عملية السلام برمّتها.
وجدّد عبد الله تأكيده أن إسرائيل «لن تحصل على الأمن والسلام عبر قتل المدنيّين والأبرياء في غزة، في خرق لكل المعايير الدولية والأخلاقية والإنسانية».
وكان أردوغان قد لخّص الهدف من زيارته إلى المنطقة، بـ«المساعدة في إنهاء هذا التطور الخطير»، مبرراً مساعيه السلمية بأن «تركيا قلقة للغاية من المأساة الإنسانية في غزة وانتشار العنف في الشرق الأوسط»، مطالباً في الوقت نفسه بوقف فوري للهجمات على غزة.
وتأتي جولة أردوغان بعد إعلان تركيا وقف وساطتها السلمية بين سوريا وإسرائيل عقب إدانة أنقرة لاستخدام تل أبيب «للقوة المفرطة» في قطاع غزة.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)