غداة تسلم حكومة نوري المالكي أمن المنطقة الخضراء والقصر الرئاسي ومطار البصرة الدولي ومعسكر مجاهدي «خلق» في ديالى، من قوات الاحتلال، سقط أكثر من 40 عراقياً وجُرح العشرات في هجوم انتحاري بحزام ناسف، استهدف تجمّعاً عشائرياً مناهضاً لتنظيم «القاعدة» في بلدة اليوسفية، التي تقع ضمن ما تسمّيه واشنطن «مثلث الموت» جنوبي بغداد.واستعاد العراق رسمياً أول من أمس، بموجب الاتفاقية الأميركية ــــ العراقية التي بدأ العمل بمفعولها مطلع العام الجاري، السيادة على المنطقة الخضراء، والقصر الجمهوري الذي يقع داخلها، وهو ما دفع بالمالكي إلى دعوة مجلسي الوزراء والرئاسة العراقيين، إلى اعتبار الحدث بمثابة تاريخ العيد الوطني العراقي.
وقال المالكي، من داخل القصر، «من حقنا أن نعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً، وأدعو من هذا المكان مجلس الوزراء وهيئة الرئاسة أن يجعلا من هذا اليوم يوماً وطنياً، لأنه امتداد حقيقي لاستعادة سيادتنا وإرادتنا».
وثارت تساؤلات كبيرة عن سبب عدم حضور الرئيس العراقي جلال الطالباني وأي من نائبيه (عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي) مراسم التسلم والتسليم، على الرغم من أن المكان هو مقر مخصص للرئاسة. ووضع المراقبون تغيب أعضاء هيئة الرئاسة في خانة الخلاف المستشري مع المالكي وحكومته.
وبات معسكر «أشرف» في محافظة ديالى، وهو المركز الرئيسي لمجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، بعهدة الحكومة العراقية أيضاً. وللمناسبة، شدد المالكي على عزم حكومته على طرد «هذه المنظمة الإرهابية»، بينما جددت واشنطن التأكيد أنها أخذت تعهّدات من حكومته بعدم التعرّض لهذه المنظمة.
وفي السياق، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أن القوات الأميركية ستبقى في المنطقة الخضراء، لتسعين يوماً مقبلة. ونسبت الصحيفة إلى المسؤول عن لواء بغداد في الجيش العراقي، عماد الزهيري، قوله إن «الأميركيين سيشرفون علينا، ونأمل أن تكون هذه الخطوة الأولى فقط».
على صعيد آخر، عاد السجال الكلامي الحامي يرتفع بين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وحكومة بغداد ممثلة هذه المرة بوزير النفط حسن الشهرستاني الذي لفت إلى أن «كمية من النفط المنتج في إقليم كردستان تُهرّب إلى خارج العراق من دون علم وزارة النفط العراقية».
وقال البرزاني، في رسالة إلى حكومة بغداد، إن «بعض الشوفينيين والمتطرفين العرب في الحكومة الفدرالية يحاولون اختطاف الروح المشتركة العربية ــــ الكردية، وإفراغ العلاقات الأخوية التاريخية من محتواها، وإحلال حالات متشنجة جديدة مفعمة بالاستفزاز وإثارة النعرات القومية».
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)