يواصل الإيرانيون مسيرات الغضب والتنديد بالعدوان الاسرائيلي على غزة، إذ استنفرت طهران إمكاناتها السياسية والإعلامية والشعبية وكأنها في حال حرب مباشرة مع إسرائيل، فيما خرج عشرات الاستشهاديين استعداداً لـ«الجهاد»
طهران ــ محمد شمص
دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، الى دعم فلسطينيي غزة بالسلاح والسياسة والإعلام، محذراً الاسرائيليين من عواقب أي عملية برية على القطاع. ورأى رفسنجاني أن تحريك الدبابات والآليات الاسرائيلية وحشدها على حدود غزة «ليسا إلاّ حرباً نفسية». وقال «إذا دخلت هذه الدبابات الى غزة، فسيستهدفها المجاهدون الفلسطينيون بصواريخ حديثة وعن مسافات بعيدة».
وأضاف رفسنجاني «لا أقصد هنا صواريخ «آر بي جي» بل أسلحة جديدة»، مشيراً الى أن صواريخ المقاومة لن تتوقف عن قصف المستوطنات الاسرائيلية لأنها أساساً من صنع فلسطيني محلي.
وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد قد دعا شعوب العالم إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لمساعدة سكان غزة، مشدداً على أن المساعدات الغذائية والطبية يجب إرسالها بأي وسيلة، وأن بلاده مستعدّة للقيام بأي إجراء.
من جهته، حذّر وزير الخارجية، منوشهر متكي، الاسرائيليين من المغامرة أو القيام بأي عمل بري على غزة. وقال، في كلمة أمام آلاف الإيرانيين الذين تظاهروا في طهران، إن «المصير الذي ينتظرهم لن يكون أفضل مما لاقوه في عدوان تموز 2006 في لبنان». ورأى أن «منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشئت في الأساس للدفاع عن قضية فلسطين، قد انحرفت عن هذه المهمة الأساسية بفعل سياسات بعض الحكومات في المنطقة»، معتبراً «أن عدم بقائها أفضل».
كذلك انتقد متكي «تقاعس» الدول العربية ومجلس الامن الدولي، مضيفاً أن سكان غزة محقون عندما يعتقدون أن بعض الدول العربية «خذلتهم».
في هذه الأثناء، قرر رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، زيارة دمشق الاثنين، حيث يلتقي الرئيس الحالي لاتحاد البرلمانات الإسلامية الاندونيسي اغوند لاكسونو، ورئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش باعتباره الرئيس المقبل للاتحاد، لبحث سبل دعم أهالي غزة وإمكان زيارة رؤساء البرلمانات الاسلامية الى القاهرة لمناقشة الجانب المصري في موضوع فتح المعابر.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن مقرّر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، قوله «إن لاريجاني سيغادر البلاد الاثنين المقبل متوجهاً إلى دمشق لمناقشة القضايا الإقليمية مع رؤساء‌ البرلمانات الأعضاء في الترويكا، أي إيران وسوريا وإندونيسيا».
وفي التظاهرة الكبرى التي انطلقت من جامعة طهران بعد صلاة الجمعة، أكد المتظاهرون في بيانهم أن العالم سيقرأ قريباً هذا الخبر الأول في العناوين «زوال إسرائيل من الوجود». وأعلن المتظاهرون نيّتهم التجمع والاعتصام اليوم السبت، أمام سفارتي الأردن وتركيا في طهران، لحثّ حكومتيهما على قطع علاقاتهما مع إسرائيل وإغلاق سفارتيها في عمان وأنقرة.
واشتبك طلبة إيرانيون مع شرطة مكافحة الشغب بالقرب من السفارة الاردنية في طهران، بعدما هدّدت بعض الجماعات المتشددة بالاستيلاء على المبنى، فيما ألقى بعض المتظاهرين الطماطم على السفارة البريطانية.
وألقى بعض المتظاهرين الأحذية على أفراد الشرطة التي ردت باستخدام الهراوات. وانتهت التظاهرة بعدما أمر ممثل للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، مئات المتظاهرين بعدم اقتحام السفارات أو الاشتباك مع الشرطة.
وجابت التظاهرات العديد من المدن الإيرانية عقب صلاة الجمعة أمس، وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية، أن المتظاهرين أصدروا بياناًً رأوا فيه أن «صمود الفلسطينيين سيحدّد مستقبل فلسطين والقدس»، مشدّدين على أن «نيران غضب شعوب العالم... ستحرق عاجلاً أو آجلاً الكيان الصهيوني الغاصب وحماته من الأنظمة الغربية والعربية». ورأى البيان أن «استمرار صمت المنظمات الدولية.. وبعض حكام الدول العربية الرجعية.. أمر مثير للدهشة». وكانت مجموعات من «الألوية الاستشهادية»، قد أقامت استعراضاً في طهران أول من أمس، معلنة استعدادها للتوجّه الى غزة لقتال إسرائيل. وأشارت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، إلى أن هذه الألوية «تضمّ طلبة جامعيين من ذكور وإناث، كانوا يحملون أعلام إيران وفلسطين وحزب الله اللبناني».
الى ذلك، أعلن قائد سلاح الجوّ في الجيش الإيراني، العميد الطيار حسن شاه صفي، نجاح طلعات قامت بها مقاتلات «أف - 14» لمسافة 2000 كيلومتر، مشيراً إلى الظروف الحالية «الحساسة للغاية».