جدّد الرئيس المصري، حسني مبارك، أمس، رفضه فتح معبر رفح، متهماً «حماس» بإحداث الأزمة من خلال محاولتها السيطرة على المعبر. وقال، في حديث للتلفزيون المصري: «عندما جاءت حماس، طردت مندوبي الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية، وأصبح الموقف معقداً، ولا يمكن أن نسمح بعبور أحد من المعبر على مسؤوليتنا». وأضاف: «بالنسبة إلى معبر رفح، استطعنا بالتفاهم مع إسرائيل أن نفتحه للحالات الإنسانية، ونُخطر إسرائيل قبل المرور، حتى لا يُساء الفهم أو يزعموا أننا نسمح بدخول أسلحة أو ذخائر أو ممنوعات، وإلا فسوف يأتون ويجلسون على البوابة ويفتشون كل من يدخل».وحاول مبارك الدفاع عن الموقف المصري، قائلاً إن «حدود مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه». وأضاف: «إن مصر هي التي تحملت القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى اليوم». وعن إمكان أن تستجيب إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة، قال: «أعتقد أن إسرائيل ممكن أن تستجيب، وانا أدعو إسرائيل إلى وقف العدوان، وأدعو الفلسطينيين إلى التزام بدء التهدئة، لأن المواطن البسيط في الشارع يقتل، وهو لا يعلم شيئاً. وهم يطلقون صاروخاً أو اثنين، قد لا تصيب أحداً، ولكن إسرائيل ترد بالقصف بالطائرات، ولديها إمكانات ضخمة للضرب وقتل الأطفال، ولذلك أنا ما زلت أنادي: لا بد من وقف العدوان والتزام التهدئة».
من جهته، طالب وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، العرب بأن يتفادوا استخدام لغة غير متوازنة تكتفي بتوجيه اللوم إلى اسرائيل عن الهجمات على غزة إذا كانوا يريدون من مجلس الأمن أن يتخذ إجراءً لإنهاء العنف. وقال، في مقابلة مع محطة تلفزيون «العربية»: «يجب في هذا الظرف البالغ الصعوبة، أن نظهر بعض المرونة لكي نقنع الآخرين بمطالبنا لوقف إطلاق النار». وأضاف: «لو أن القرار تضمن فقرة واحدة، أن مجلس الأمن يقرر الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ الفلسطينية، وأن مجلس الأمن يطالب الأطراف بالتزام هذا الموقف، أتصور أن ذلك كان أفضل كثيراً من أن نضع قراراً يتضمن الإدانة للهجمات الإسرائيلية».
وكان أبو الغيط قد رأى أن اختتام مجلس الأمن الدولي اجتماعه من دون قرار بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة هو «أمر متوقع». وأوضح أنه «لا يجب أن نصاب بخيبة أمل»، لأن «هذه خطوة أولى في معركة دبلوماسية ممتدة قد تستغرق عدة أيام».
واستغل أبو الغيط المقابلة لتجديد انتقاداته لإيران، متهماً إياها بمحاولة السيطرة على مصالح عربية حيوية واستخدام هذا النفوذ أداةَ ضغط في أي محادثات مع الإدارة الأميركية الجديدة. وقال: «هناك دولة مثل إيران خارج الإقليم العربي تسعى إلى الإمساك بأكبر قدر من الأوراق العربية، لكي تقول للإدارة الأميركية المقبلة: إذا رغبتم في البحث في أي أوضاع خاصة بأمن الخليج أو الملف النووي، فعليكم أن تتحدثوا معنا ولنا حيثياتنا».
ورأى أبو الغيط أن «المسألة الفلسطينية محتاجة إلى أن ترفع جميع الأيدي غير العربية عنها وحتى بعض الأيدي العربية»، في إشارة إلى سوريا التي قال إن وزير خارجيتها، وليد المعلم، رفض أثناء انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب، اقتراحاً بتقديم طلب لـ«حماس» أن توافق على عودة السلطة الشرعية الوطنية الفلسطينية.
وفي السياق، انتقد أبو الغيط ما سماه «الجوقة» التي تهاجم مصر وتطالبها بفتح معبر رفح، مشيراً إلى أن «فتح المعبر لا يصبّ في مصلحة مصر». وأضاف أن «هدف هؤلاء الذين يوجّهون لنا هذه الاتهامات هو تطويع مصر لخدمة أهداف ليست للمصلحة المصرية أو العربية أو لمصلحة القضية الفلسطينية نفسها». ورأى أنه «يجب الحفاظ على الأرض الفلسطينية، ولو كان هناك استمرار في القصف والاتهامات لمصر بأنها لم تبذل الجهد الكافي». واتهم «حماس» بأنها «أعطت إسرائيل الفرصة على طبق من ذهب لتضرب غزة».
إلى ذلك، استبعد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، أول من أمس، أن تقرر الدول العربية الدخول في حرب مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الوضع العربي لا يسمح بحرب مع إسرائيل.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)