اتخذ قادة «حماس» وجناحها العسكري إجراءات أمنية مشدّدة في التحركات والاتصالات مع القواعد. ولا يزال كوادر الحركة والأجهزة الامنية يتلقون تعليماتهم من القيادة السياسية، التي اضطرت إلى العمل من تحت الأرض.ولا يعمد قادة «حماس» إلى التحرك إلا عند الضرورات الملحة ولا يتحدثون عبر الهواتف النقالة ولا يستخدمون سيارات لتلافي ضربات جوية محتملة من الطائرات الإسرائيلية، وفقاً لأعضاء في الحركة.
وأكد القيادي في «حماس»، أيمن طه، أن التواصل «لم ينقطع أبداً» بين القيادة والقواعد في كل الاماكن «وهم يتواصلون أحياناً مع الجرحى وذوي الشهداء، رغم أن القيادة مهدّدة بالتعرّض للاغتيالات... ولن يخيفنا اجتياح بري ولن يؤدي الى قطع التواصل».
وشدد طه، الذي يتحذ إجراءات أمنية مشددة في تحركاته واتصالاته، على أن «حماس» ستخرج قوية من الضربات «الحربية» التي دمّرت كل شيء «وستفشل المؤامرة ولن يسقط النظام السياسي ولن يستطيعوا القضاء على حماس».
ويصدر القادة الأمنيون تعليماتهم للعناصر المنتشرين في قطاع غزة بواسطة شبكة لاسلكية ويستخدمون أحياناً شبكة الاتصالات الهاتفية الارضية. كذلك تملك «كتائب القسام» شبكة اتصالات خاصة تؤمن التواصل بين القادة الميدانيين والعناصر، حسبما أكدت مصادر في «حماس».
وكشف المتحدث باسم الشرطة، إسلام شهوان، أنها شكلت غرفة طوارئ وأعلنت الاستنفار في صفوف عناصرها التسعة آلاف. وبينما كانت الصواريخ الاسرائيلية تنهال على شمال قطاع غزة، كان أفراد من المباحث الجنائية والامن الداخلي يضبطون كمية من المخدرات في المنطقة المستهدفة.
وقال شهوان «نعمل من أماكن غير معلنة، ويقود الشرطة حالياً العميد أبو عبيدة الجراح بعد استشهاد اللواء توفيق جبر». وأوضح أن قادة الشرطة تمكنوا من عقد ثلاثة اجتماعات منذ بدء الهجوم الجوي الاسرائيلي.
وعند بعض المفترقات ومداخل المدن، يمكن ملاحظة أفراد من الشرطة في زي مدني يرصدون حركة المرور.
ولم يظهر أي من قادة «حماس» البارزين عبر وسائل الإعلام منذ السبت باستثناء رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، الذي ألقى كلمة متلفزة مساء الأربعاء من مكان غير معلوم. وأكد طه أن «النظام السياسي لحماس ليس مجرد حجارة ومبان ومجموعة أشخاص، فحماس موجودة في كل بيت وحارة في وجه العدوان».
ويتحرك مقاومو «كتائب القسام» بحذر ووسط إجراءات أمنية مشددة، ويطلقون بانتظام الصواريخ المحلية الصنع ونظيراتها من طراز «غراد» من أماكن مختلفة على البلدات الاسرائيلية المحاذية لغزة.
(أ ف ب)