عنجر ـ نقولا أبورجيليخيّمت فظاعة جرائم العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة على أجواء الاحتفالات التي تحييها بعض الطوائف الأرمنية (الأرثوذكسية والإنجيلية) في بلدة عنجر (قضاء زحلة)، لمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، الذي يصادف في السادس من شهر كانون الأول من كل عام، بحسب التقويم الشرقي الذي تتبعه هاتان الطائفتان. واقتصرت الذكرى هذه السنة على احتفالات رمزية تجسّد معاني العيد، خلافاً لما درجت عليه العادة، وهو إحياء سهرة ليلية في ساحة البلدة، تمتد حتى ساعات الصباح الأولى، يتخللها إطلاق أسهم ناريه ومفرقعات تضيء سماء قلعة الأمويين التاريخية الأثرية.
إلغاء الاحتفالات جاء نتيجة قرار اتخذته جميع الطوائف الأرمنية في البلدة، شعوراً منها بما يعانيه أهالي قطاع غزة، وحداداً على الضحايا التي تسقط يومياً. هذا ما أوضحه كاهن رعية عنجر لطائفة الأرمن الأرثوذكس الأب أشود كاراكاشيان، الذي أشار إلى أن الأرمن هم من أوائل الشعوب التي اعتنقت المسيحية عام 301 ميلادي، ولا يمكن أن يكونوا بمنأى عمّا يجري في المنطقة». ويضيف «نحن من أكثر الشعوب تأثراً بما يجري هذه الأيام، لكوننا تعرّضنا لمجازر وإبادة جماعية مماثلة على أيدي الحكم العثماني، أوائل القرن الماضي، أدت إلى اقتلاعنا من أرضنا، وإن ما حصل لأجدادنا في تلك الحقبة سيبقى جرحاً في أعماقنا لأجيال طويلة». وتمنى الأب كاراكاشيان أن «يعمّ السلام منطقة الشرق الأوسط، التي عانت من ويلات الحروب على مدى 60 عاماً مضت، وأن تعود الحقوق إلى أصحابها»، ولفت إلى أن الصلوات سترفع خلال القداديس بالتضرع إلى الله من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
كلام كاهن الرعية أكده رئيس حزب الطاشناق في البلدة، إبراهام ملكجيان، الذي استنكر ما يحدث في أرض مهد المسيح من مجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الذي يواجه في معركة غير متكافئة آلة القتل الإسرائيلية. ولفت ملكجيان إلى أن الفعاليات الأرمنية الدينية والسياسية في لبنان تدرس إمكان دعم أهالي غزة، من خلال جمع تبرعات عينية ومادية.
وكان الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية في مدينة صور القس جورج غانم قد ندد «بالإجرام الصهيوني في حق أبناء غزة»، وأعلن «التضامن الكامل مع المظلومية في حق هذا الشعب الذي يدافع عن أرضه وحقه في الحياة الكريمة»، ورأى أن «ما يقوم به الكيان الصهيوني هو ضرب للقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية».
وخلال موعظة، قال القس غانم: «علاقتنا بالله يجب أن تكون نحو الأفضل، وألا تكون كالأمة اليهودية التي رفضت أن تقيم أي علاقة قديمة أو جديدة». وقدّم صلاته «من أجل رحمة الشهداء وتعزية المنكوبين وشفاء الجرحى في غزة».