مع انطلاق العدوان البرّي الإسرائيلي على قطاع غزة، عادت المطالبات الدوليّة إلى وقف إطلاق النار، إلا الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي، التي رأت أن العدوان البري «دفاعي»، وهو ما لبثت أن تراجعت عنه باعتباره «خطأً فادحاً». وأقرّ وزير الخارجية التشيكي، كاريل شوارزنبيرغ، بـ«الخطأ الفادح» الذي ارتكبه المتحدث باسم الرئاسة التشيكية للاتحاد عندما وصف الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه «دفاعي». وقال إن العمليات البرية الإسرائيلية «لم تكن مفاجئة» بعد دلائل على أن إسرائيل كانت تدرس تلك الخطوة. وتابع: «ولكن حتى حق الدولة الذي لا جدال فيه في الدفاع عن نفسها لا يقتضي اتخاذ إجراءات تؤثر على المدنيين».
وفي لندن، طالب رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، المجتمع الدولي «ببذل جهود أكثر من التي بذلها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار»، مشيراً إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة «لحظة خطيرة للغاية» في النزاع. وأكد وجود ضغوط دولية تمارس على إسرائيل وحركة «حماس» لوقف القتال الدائر، مشيراً إلى أنه يجب تقديم الطمأنات لكلا الطرفين. وقال إن وقف إطلاق النار يجب أن يشتمل على «وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وحلٍّ ما لمشكلة تهريب الأسلحة إلى غزة، و فتح الحدود والمعابر، وهذا يحتاج الى حل دولي». وطالب الدول العربية بممارسة الضغط لضمان إغلاق الإنفاق غير القانونية المستخدمة لتزويد غزة بالأسلحة.
أما روسيا، فأعلنت أنها «قلقة للغاية» نتيجة الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، وهو ما دفع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى إيفاد مندوبه الخاص، نائب وزير الخارجية، ألكسندر سلطانوف إلى الشرق الأوسط، للسعي إلى حل الأزمة والمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كذلك حثت إسبانيا إسرائيل على إنهاء هجومها البري على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية، إن الحكومة الإسبانية «قلقة جداً» من الوضع الراهن، وطلبت من الطرفين «الأخذ في الاعتبار نداءات الأسرة الدولية ووضع حد للمعارك». وأوضح أن مدريد ترى أن «استمرار الأعمال العدائية يهدد الآمال الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة».
وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ليعبّر له عن «تضامنه ودعمه»، و«حث حماس على وقف إطلاق الصواريخ وإسرائيل على إنهاء هجومها البري» على قطاع غزة.
أما حلف شمال الأطلسي، فرفض على لسان أمينه العام، ياب دي هوب شيفر، وصف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها غير متكافئة، مشيراً إلى أنها عمليات «للبقاء على قيد الحياة».
وأعلن أن المنظمة لا تعتزم إرسال قوة استقرار إلى الشرق الأوسط، إلا في حال التوصل إلى اتفاق إسرائيلي فلسطيني، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق باحتمال بعيد المنال.
بدورها، نددت تركيا بالعملية البرية الإسرائيلية في غزة، ودعت تل أبيب إلى وقف فوري للهجمات. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية: «نحن نشجب، ونرى أنّ من غير المقبول أن تبدأ إسرائيل هجوماً برياً في قطاع غزة رغم التحذيرات وردود الفعل الدولية». ودعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الوضع تحت السيطرة.
وأكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ورأى «أن استخدام قوة غير متكافئة وضرب الناس بالقنابل وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة هو ظلم»، داعياً «العالم والرأي العالمي إلى القيام بواجباته ومسؤولياته تجاه ما يحدث».
من جهته، ندد البابا بنديكتوس السادس عشر، أمس، بـ«الأخبار المأساوية الآتية من غزة»، وعبّر عن أسفه لأن «رفض الحوار» يؤدي إلى أوضاع «ترهق بشكل يتعذر وصفه، السكان الذين يقعون مرة جديدة ضحايا الكراهية والحرب».
كذلك أعربت كل من الصين والمكسيك وباكستان عن قلقها بشأن الهجوم على قطاع غزة، وحثت على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)