تظاهرات أوروبية تهتف: قتلة قتلةتواصلت التحركات الشعبية على امتداد العالم العربي، حيث شارك نحو خمسة آلاف أردني معظمهم من طلبة الكليات والجامعات في مسيرة احتجاج، وذلك استجابة لنداء النقابات المهنية ولجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «اطردوا السفير (الاسرائيلي) وأغلقوا السفارة».
كذلك أعلنت الأمانة العامة لاحتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008» إلغاء حفلها الختامي الذي كان مقرراً منتصف الشهر الجاري «نظراً للظروف المؤلمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في غزة». وفي موريتانيا، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوى الامنية وطلاب في جامعة نواكشوط كانوا يتظاهرون تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وحاولوا دخول السفارة الاسرائيلية.
وتظاهر عشرات آلاف المغاربة في الرباط، منددين «بالصمت العربي». وداس المتظاهرون بأقدامهم علماً إسرائيلياً. ورفع عدد من المتظاهرين احذية تمثلاً بالصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف بحذائه الرئيس الاميركي جورج بوش في بغداد. وأفادت الشرطة بأن نحو 35 ألف مغربي شاركوا في التظاهرة التي جرت وسط الرباط.
أما في الجزائر، فقد هاجم احد قياديي «حركة مجتمع السلم» (اخوان مسلمون)، محمد جمعة، الموقف المصري الرسمي، قائلاً إن الرئيس المصري حسني مبارك «سمسار يتاجر بالقضية (الفلسطينية) من أجل توريث ابنه جمال».
ونظم آلاف الطلبة داخل الجامعات الجزائرية تجمّعات ومسيرات مندّدة بالعملية الإسرائيلية في غزة، فيما رفضت السلطات الأمنية تركها تجوب الشوارع واعتقلت من حاول الخروج.
وفي طرابلس، خرج أكثر من 5 آلاف متظاهر اكثرهم من الطلبة الليبيين، وسط انتشار أمني مكثف، فيما سار نحو ألف متظاهر في الكويت يحملون لافتات كتب عليها «غزة لن تموت».
من جهة ثانية، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، تشكيل وفد لزيارة عدد من الدول العربية، بهدف حث قادتها وحكوماتها على التضامن مع سكان غزة.
كذلك وجه الاتحاد رسالتين الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو، يدعوهما الى «تحقيق المصالحة العربية بما يهيّئ مناخاً مؤاتياً لوحدة الصف الفلسطيني».
وفي موقف مناقض لنبض الشارع العربي، رأى رئيس المجلس الاعلى للقضاء في السعودية، الشيخ صالح الفوزان، أن التظاهرات التي شهدها العالم العربي ضد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، هي من قبيل «الاستنكار الغوغائي والفوضى».
وعلى الصعيد الدولي، نظمت احتجاجات في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيرلندا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والنمسا وتركيا وباكستان وقبرص وسيدني وملبورن.
ورغم البرد القارس، نزل الفرنسيون بقوة إلى الشارع، حيث تميزت التظاهرات في باريس التي ضمت عشرين ألف متظاهر، بأنها تجمع للمرة الأولى منذ حرب تموز، قوى سياسية يسارية ممثلة برابطة العمل الثوري وحزب العمال الحر وحركة نضال العمال وحزب المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أوليفيه بزانسونو، المناهض للرأسمالية، والحزب الشيوعي الفرنسي، بينما سجل غياب لافت للحزب الاشتراكي. كذلك شارك في التظاهرة الاتحاد اليهودي من أجل السلام.
أما حزب «الخضر» فقد حضر بشكل لافت وقد صرح أحد ممثليه في المجلس البلدي الباريسي، دوني بوبان، لـ«الأخبار»، بأن المسيرة تهدف إلى «إفهام المسؤولين أنه يجب وقف إراقة الدماء ووقف الأعمال العسكرية». وفي اسطنبول، خرج مئات آلاف الاتراك الى الشوارع تحت المطر، عقب دعوة أطلقها حزب «السعادة» الاسلامي، الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق نجم الدين أربكان. وقُدّر عدد المشاركين بنحو 700 ألف متظاهر. وجرت تظاهرات ضخمة اخرى في اسطنبول وأنقرة بعد ساعات من اجتياح الدبابات والقوات البرية الاسرائيلية قطاع غزة.
وفي قبرص، تظاهر مئات الفلسطينيين والعرب والناشطين القبارصة المؤيدين للقضية الفلسطينية أمام السفارة الاسرائيلية في نيقوسيا مطالبين بفتح الخط البحري بين غزة ولارنكا (جنوب) لإيصال المساعدات الانسانية الى سكان القطاع.
وفي أثينا، اطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خارج السفارة الاسرائيلية. وتظاهر أكثر من 2300 شخص في وسط سالزبورغ (غرب النمسا) بدعوة من الجالية المسلمة، فيما سارت تظاهرة اخرى مؤلفة من خمسة آلاف من الهولنديين في أمستردام.
وقالت الشرطة الألمانية إن نحو 3500 تظاهروا في برلين، وتظاهر أربعة آلاف في دوسلدورف غرب ألمانيا، فيما سارت تظاهرات في كل من دبلن وميلانو وتورينو.
وفي مدريد، تظاهر أكثر من ألف شخص، غالبيتهم من العرب الذين شاركهم عشرات من الاسبان. وحمل المتظاهرون، الذين لوّح بعضهم بالاحذية، لافتات كتبت عليها عبارات «هذه ليست حرباً ولكنها إبادة»، وظلوا يهتفون «قتلة! قتلة!».
وفي السياق، انتقد قائد حركة التمرد المكسيكية في جيش زاباتا للتحرير الوطني، الكومندان ماركوس، موقف الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما من الوضع في غزة، موضحاً أن الذين تفاءلوا بانتخابه «سيخيب أملهم».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)


تكاليف زفاف أردني لغزةوفي الرياض، قدّم الملك السعودي عبد الله، مبلغ 30 مليون ريال، أي ما يعادل نحو 8 ملايين دولار أميركي، فيما جُمع مبلغ 32 مليون دولار، في إطار برنامج للتلفزيون السعودي لجمع تبرعات للفلسطينيين.
ومن دمشق، انطلقت قافلة مساعدات ثانية إلى القطاع، تضم 11 سيارة محملة بأكثر من 230 طناً من المساعدات.
بدورها، أرسلت تركيا ثلاثة عشر طناً من المساعدات الطبية الى غزة، فيما توجّه فريق طبي جزائري إلى مصر بهدف الانتقال إلى القطاع.
كذلك أبحرت سفينة ليبية من ميناء مصراتة (شرقي طرابلس) وتحمل على متنها 5500 طن من المواد الغذائية والأدوية ومعدّات الاغاثة.
(يو بي آي، أ ف ب)