strong>إسرائيل تقرّ بمقتل جندي وإصابة 52 و«حماس» تعلن قنص 9 عسكريّين وأسر اثنينليل أول من أمس، دقت ساعة الصفر. دخل الجنود الإسرائيليون قطاع غزة بدباباتهم، وبدأوا الاشتباك مع مقاتلي «حماس»، الذين أكدوا إصابة مروحية وإسقاط عدد من القتلى في صفوف جيش الاحتلال، الذي اعترف بمقتل جندي وإصابة 52، فيما لم يتوقف العدّاد عن إحصاء الضحايا الفلسطينيين: نحو 510 شهداء وأكثر من 2400 جريح

حانت ساعة الهجوم البرّي. رويداً، سار جنود الاحتلال ودباباتهم، باتجاه قطاع غزة، من دون أن يغلبهم الليل. أخلى معظم سكان شرق غزة منازلهم، فيما أُغلقت جميع المحالّ التجارية. كانت الشوارع فارغة، إلا من بعض مَن سارعوا للاصطفاف في طابور «الخبز».
توغل آلاف الجنود الإسرائيليين وعشرات الدبابات في القطاع. وأثناء تقدمهم، تبادل الجنود إطلاق النار مع مقاتلي «حماس»، الذين أعلنوا إطلاقهم لقذائف الهاون، وتفجير العبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرق. واشتد القتال خصوصاً في المنطقة المحيطة ببلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمال القطاع.
ولم يمنع الخوف المفرط لدى الأهالي، من تسجيل ما رأوه من مظاهر. فقالوا بصفتهم شهوداً عياناً إن «خمسين مصفّحة» من الدبابات الثقيلة من نوع ميركافا، وآليات لنقل الجنود، وجرافات، انتشرت في القطاع حول مفترق طرق استراتيجي هو نتساريم، يقطع الطريق الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، إلى قسمين. وأوضحت مصادر عسكرية أن القوات الإسرائيلية نشطت على ثلاثة محاور.
ولم توقف المدفعية منذ فجر أمس قصفها العنيف للمناطق السكنية، فيما قصف الطيران الحربي المنازل، بالتزامن مع إطلاق الزوارق، التي تجوب عرض الشاطئ في بحر غزة، زخات من النيرانأما عناصر «حماس» فعمدوا إلى إغلاق المناطق التي اندلعت فيها الاشتباكات المسلحة، وانتشر مسلّحون على الطرق ومنعوا الناس من الوصول إلى هذه المناطق خشية على حياتهم. وأكد عدد من السكان أن كل شيء يتحرك في هذه المناطق يتعرض للقصف الإسرائيلي المدفعي، أو من طائرات الاستطلاع التي تحلّق بكثافة فوق أجواء مناطق القطاع.
ومنذ بدء التوغل الإسرائيلي، أعلن مصدر طبي فلسطيني سقوط 52 شهيداً وأكثر من 100 جريح، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء الحرب إلى نحو من 510 شهداء وأكثر من 2400 جريح. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي ومصادر طبية، أن «نحو 52 جندياً إسرائيلياً والعديد من مقاتلي حماس، أصيبوا بجروح منذ بدء الهجوم البري». كذلك اعترف بمقتل جندي أثناء عملية التوغل، نافياً ما أعلنته «حماس» عن أسر جنديين.
وذكرت المصادر أن 12 فلسطينياً استشهدوا جراء القصف على شمال القطاع، بينهم تسعة سقطوا دفعة واحدة بعدما قصفت الدبابات الإسرائيلية تجمعاً للمواطنين بالقرب من مدرسة أبو عبيدة بن الجراح، في بيت لاهيا، شمال القطاع.
وفي رفح جنوب غزة، استشهد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، بعدما قصفتهم الطائرات الإسرائيلية وهم يقطعون الحطب أمام منزلهم في حي الشوكة شرق المدينة.
في المقابل، واصلت الفصائل الفلسطينية تصديها للقوات الإسرائيلية وإطلاق القذائف الصاروخية تجاه البلدات الإسرائيلية. وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس»، إطلاق صاروخَي غراد تجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية وتفجير عبوات في دبابات وقنص جنود. وأشارت إلى أنها استخدمت قذيف «بي 92» للمرة الأولى، استهدفت بها دبابة إسرائيلية وأصابتها مباشرة.
وبالتوازي، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الفصائل الفلسطينية أطلقت 25 صاروخاً وقذيفة هاون منذ مساء أول من أمس على إسرائيل، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح.
وحذّر المتحدث باسم «حماس»، إسماعيل رضوان، من أن الدخول إلى غزّة «لن يكون نزهة وغزة ستكون مقبرة لكم إن شاء الله». وقال أحد عناصر «كتائب عز الدين القسام»، أبو صهيب: «الليلة، وقع الجنود الاسرائيليون في مكمن نصبناه لهم شرق غزة، وتم أسر جندي»، مضيفاً: «سمينا المعركة الفُرقان، بين الفئة القليلة المؤمنة وأعتى قوة في العالم تتمثل في أميركا وإسرائيل»، وأكد قائلاً: «سنلقنهم دروساً».
كذلك أعلنت «حماس» أن تسعة جنود إسرائيليين قُتلوا خلال الهجوم البري. وجاء في بيان لـ«كتائب عز الدين القسام»، أنها من خلال دخولها على الأجهزة اللاسلكية للجيش الإسرائيلي، علمت أن خمسة جنود قد قتلوا.
في المقابل، أكد الجنرال في قوات الاحتياط، ياكوف أمدرور، أنّ «على الجيش أن يدخل بقوة أكبر. وسيدفع سكان غزة الثمن لأن إسرائيل تُعدّ لشنّ حرب على قوة متزايدة لديها أسلحة متطورة ومتحصنة جيداً».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)