فضلاً عن العدوان الهمجي الذي لا يميّز بين البشر أو الحجر، غرقت غزة في ظلام دامس، لأنّ قاتلها جبان يخاف الضوء، يريد اغتيالها في الظلام، وهي تأنُّ من الوجعمع استمرار العدوان الإسرائيلي، حلّت في قطاع غزة كارثة إنسانية حقيقية بعدما غرقت في ظلام دامس منذ أول من أمس نتيجة تدمير القصف الجوّي الإسرائيلي خطوط الإمداد الكهربائي، سواء الآتية من الأراضي الإسرائيلية أو المصرية.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة في القطاع، كنعان عبيد، إن تأثير هذا الانقطاع سيكون ملموساً بشكل خطير وسريع على عمل المستشفيات ومصافي الصرف الصحي ومضخات المياه ومختلف مجالات الحياة الفلسطينية. وأضاف أن «المستشفيات تعتمد على المولدات الكهربائية حالياً التي تعمل لساعات محدّدة، ما يعني أن المستشفيات، بما في ذلك أقسام العناية الفائقة والأقسام التي فيها أجهزة طبية تعتمد على الكهرباء ستتوقف، ما ينذر بوقوع كارثة حقيقية».
وأوضح عبيد أن «القطاع كان يعاني عجزاً في الكهرباء يصل أحياناً إلى 70 في المئة من الطاقة، فيما كانت توفر إمدادات الكهرباء الآتية من إسرائيل 120 ميغاهيرتز في الظروف الطبيعية».
وقصفت الطائرات الإسرائيلية بصورة مركزة الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة على امتداد الشريط الحدودي شرق خان يونس وكذلك الشريط الحدودي مع مصر، ما أدى إلى تدمير شبكات الكهرباء وخطوط الإمداد.
وحلّ ظلام دامس على كل مدن القطاع ومخيماته، إلا بعض أجزاء مدينة رفح، ما يعني أن مليون ونصف مليون فلسطيني صاروا من دون كهرباء.
من جهته، حذر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من أن هناك كارثة إنسانية حقيقية في غزة. وشدّد على أن وقف هذه المأساة مسؤولية دولية، وأنه «يجب العمل والتركيز على وقف العدوان الإسرائيلي». وقال: «علينا نحن العرب أن نسخّر كل ما نملك لتحقيق ذلك، والحديث مع الأطراف والدول بلغة المصالح». وأضاف: «نحن شعب أعزل نواجه الهجمة الإسرائيلية، ويجب تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وهذه مسؤولية دولية».
ورأى المفاوض الفلسطيني أن «المفاوضات دُفنت بالرصاص وتحت الدبابات الإسرائيلية والهجمة الإسرائيلية التي تتناقض وعملية السلام والتفاوض»، قائلاً: «إسرائيل تدفن الآن عملية السلام».
(أ ف ب، يو بي آي)