بغداد ــ الأخبارفيما يبقى السجال السياسي العراقي الداخلي منحصراً حالياً في الاتفاق على خليفة لمحمود المشهداني في رئاسة البرلمان، كانت الولايات المتحدة تفتتح أمس أكبر سفارة لها في العالم، وهي تقع في بغداد، في خطوة توضح مدى الأهمية التي توليها واشنطن لمصالحها الراهنة والمستقبلية في بلاد الرافدين.
وفجّر الأمين العام لـ«مجلس الحوار الوطني العراقي»، النائب خلف العليان، أمس، مفاجأة، عندما أعلن ترشيح نفسه لمنصب رئيس مجلس النواب، بعدما كان مصراً على عدم الإقدام على هذه الخطوة.
ويبدو أن قرار العليان، وهو زعيم التنظيم الذي كان المشهداني قيادياً فيه، هو التفاف على معاندة «الحزب الإسلامي العراقي» بحصر هوية الرئيس المقبل للسلطة الثانية بأحد مرشّحيه. وقال العليان إن منصب رئيس مجلس النواب هو «من حق مجلس الحوار الوطني الذي كان منضوياً تحت جبهة التوافق»، وإن خروجه منها «لا يلغي حقه في الاحتفاظ بهذا المنصب».
وفي ما يتعلق بتثبيت المنصب لـ«جبهة التوافق» من هيئة الرئاسة، ذكر العليان أنه «ليس من حق هيئة الرئاسة والمجلس التنفيذي التدخل في هذا الأمر»، مبرراً رفضه حصر المنصب بـ«التوافق» بأنّ هذه الجبهة «لم يعد لها وجود في الوقت الحاضر»، لأنها لم تعد تضمّ سوى الحزب الإسلامي.
وعن حجة «الإسلامي» في المطالبة بالمنصب، رأى العليان أنه «إن كان هذا المنصب يمثّل العرب السُّنّة، فإن الحزب الإسلامي لا يمثل من هؤلاء سوى 5 في المئة، لذا فإن هذا المنصب من حق العرب السُّنّة الباقين».
يُذكَر أن «مجلس الحوار الوطني» كان أحد مكوِّنات «التوافق»، قبل أن ينسحب منها قبل نحو شهر، احتجاجاً على دفع المشهداني إلى تقديم استقالته.
في هذا الوقت، نُظّمت مراسم افتتاح السفارة الأميركية في بغداد، وسط حضور سياسي تقدّمه الرئيس العراقي جلال الطالباني، ونائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نغروبونتي. والمبنى الجديد هو مجمّع هائل يتوسّط المنطقة الخضراء، وصلت تكلفته إلى 592 مليون دولار، ليكون أكبر مبنى لسفارة أميركية في العالم. أما السفارة السابقة، فكانت قصر الرئيس الراحل صدام حسين، الذي أُعيد قبل أيام إلى حكومة نوري المالكي. وشكر الطالباني الولايات المتحدة على «مساعدتها في إرساء عراق ديموقراطي سيكون بمثابة نموذج لشعوب أخرى في العالم الشرقي»، مشيراً إلى أن «تشييد السفارة، لم يكن له أن يحدث، مثلما لم يكن أن يحدث تحرير العراق من الدكتاتورية، لولا القرار الشجاع للرئيس الأميركي جورج بوش».
بدوره، بشّر نغروبونتي في كلمته بأنه «من هنا، سيساعد رجال ونساء، مدنيون وعسكريون، في بناء العراق الجديد».
ميدانياً، فرضت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة في كربلاء لتأمين إحياء ذكرى عاشوراء اليوم وغداً. وتسعى السلطات إلى تحاشي حصول تفجيرات انتحارية تودي بحياة المصلين، كما حصل أول من أمس في الكاظمية، عندما قُتل أكثر من 40 زائراً عراقياً وإيرانياً.