وصف رئيس تحرير «صوت الأمة»، عبد الحليم قنديل، مسؤولين في مصر بأنهم «خنازير» في مقال حمل عنوان «الذين جلبوا العار لمصر.. النظام هو الذي يُذلّها ويهينها ويدوس أهلها بنعال الأمن المركزي»
القاهرة ــ الأخبار
أدى مقال رئيس تحرير أسبوعية «صوت الأمة»، عبد الحليم قنديل، إلى حظر الصحيفة وتعطيل إصدارها، حيث كان من المفروض أن تصدر مساء السبت الماضي في موعدها المعتاد. لكن إدارة مطابع «الأهرام» تذرّعت بعطل في آلات الطباعة.
بيد أن إدارة الصحيفة اكتشفت أن صحف السبت المطبوعة لدى المطابع نفسها، وعلى الآلات نفسها، صدرت طبيعياً. لذلك رأت إدارة الصحيفة المذكورة أن ما جرى حصل «لأسباب أمنية وليست سياسية».
وذهب الأمر أبعد من ذلك، حين تبين لإدارة الصحيفة أن هناك اتصالاً من جهاز أمن الدولة المصري، منع بموجبه الطبع. هذا المنع كان رداً على مقال رئيس التحرير، الذي كال الشتائم للمسؤولين الرفيعي المستوى في مصر.
إلّا أن قنديل وإدارة الصحيفة وافقا على حذف المقال واستبداله بإعلان «حماية للصحيفة»، تبريراً للموافقة على الرقابة الأمنية، حسبما قال قنديل.
غير أن سبباً آخر برز إلى الواجهة، كان من بين أسباب منع الطبع، إذ كشف قنديل نفسه عن أن الحوار الذي أجرته الصحيفة مع مرشد جماعة «الإخوان» المسلمين، مهدي عاكف، في الفترة الأخيرة، وتناول العدوان على غزة، قد يكون من بين أسباب المنع، ولا سيما أن عاكف اتّهم في هذا الحوار نظام الرئيس حسني مبارك بأنه «ينفّذ جدول أعمال أميركياً وصهيونياً».
ووصف عاكف تصريحات المسؤولين في مصر، تعليقاً على ما يحدث في غزة، بأنها «تافهة لا تخرج إلاّ من أشخاص مخبولين».
كذلك أعلن مرشد «الإخوان» أن الجماعة لديها 10 آلاف متطوع، ومستعدة لقبول مليون متطوع للجهاد في غزة.
واللافت أن قنديل كشف عن تلقّيه عشرات الاتصالات من قيادات «إخوانية» وأعضاء في مكتب الإرشاد التابع للجماعة، يطالبون فيها بعدم نشر الحوار كاملاً، بعدما اتصلت بهم أجهزة أمنية. وبدا أن الاتصالات الإخوانية كانت «مذعورة»، وتوالت عليه مثل السيل، حسب تعبير رئيس تحرير الصحيفة التي صدرت مساء أول من أمس خالية من المقال والحوار.
في هذه الأثناء، يتردد في الأوساط الصحافية أن عصام فهمي، مالك الصحيفة، يفكّر حالياً في الاتفاق مع رئيس تحرير آخر غير عبد الحليم قنديل، لإدارة شؤون «صوت الأمة»، مع العلم بأن فهمي نفسه يملك أيضاً صحيفة «الدستور» اليومية المعروفة.