القاهرة ـ خالد محمود رمضان دمشق ـ الأخبار
يلتقي اليوم في القاهرة وفد من «حماس» مع مساعدين لرئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة، بعد جهود تركية حثيثة لإقناع الحركة الإسلامية بالذهاب إلى العاصمة المصرية، بالتزامن مع فتح قنوات مصرية ـــــ إيرانية باتجاهات مختلفة بهدف وقف إطلاق النار.
وذكرت مصادر فلسطينية ومصرية مطلعة، لـ«الأخبار»، أن الوفد، الذي وصل إلى القاهرة مساء أمس، ويضم عضوي المكتب السياسي لـ«حماس» عماد العلمي (المسؤول عن الاتصالات مع مسؤولي الحركة في الداخل) ومحمد نصر الذي يزور القاهرة للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان تلبية لدعوة مصرية رسمية.
وأوضحت المصادر أنّ القاهرة تريد إطلاع الحركة على تفاصيل الاتصالات الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنّها قدمت في هذا الإطار ورقة عمل مكوّنة من أربعة بنود رئيسية تتعلق بوقف إطلاق النار فوراً والعودة إلى التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر والتوصل إلى آلية دولية تتضمن وجود مراقبين لفتح معبر رفح.
ورأت مصادر مصرية أن وصول وفد «حماس» إلى القاهرة «هو أوضح دليل على أن السلطات المصرية لم ولن تتخلى عن واجباتها تجاه سكان الأراضي المحتلة»، مشيرة إلى أن لدى مصر عتباً كبيراً على الحركة، وخاصة القيادات الموجودة في دمشق.
وأشارت مصادر مصرية إلى أن القاهرة «كانت تأمل أن تلتزم حماس ما اتُّفق عليه مسبقاً بشأن مشاركتها في حوارات القاهرة للمصالحة الوطنية»، بدلاً من أن «تستمع إلى نصائح سورية وإيرانية بعدم الحضور».
وأقرّت المصادر نفسها بأن جزءاً من المشكلة يكمن في «تدهور العلاقات المصرية مع كل من سوريا وإيران»، مضيفةً أن «السوريين لا يريدون أن ينسوا الدور الضاغط الذي أدّته مصر إقليمياً وعربياً ضدّ سوريا في ما يتعلق بملف لبنان. كذلك فإن إيران لا تريد أيضاً أن تمارس مصر دوراً إقليمياً بشأن القضية الفلسطينية». وقالت المصادر إن «وقوع حماس ما بين السندان السوري والمطرقة الإيرانية دفع قياداتها في الخارج إلى اتخاذ قرارات خاطئة من دون التشاور مع مصر». وأضافت: «في المقابل، استمر مسؤولو الحركة في توجيه انتقادات غير صحيحة إلى مصر أيضاً في إطار التجاذب المصري الإيراني السوري».
وخلافاً لما تشيعه مصادر «حمساوية» من أن مصر تسمح لقيادات من حركة «فتح»، وخاصة محمد دحلان، بإجراء اتصالات واسعة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، قالت المصادر «إن مصر لا تسمح لأي من قيادات فتح التي لجأت إلى الأراضي المصرية عقب سيطرة حماس» على مقاليد الأمور في قطاع غزة بممارسة أي عمل سياسي من شأنه تهديد الوحدة الوطنية الفلسطينية».
وأكدت مصادر «حماس» أن الحركة «لديها رؤيتها وسبل الخروج من الأوضاع الحالية، المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر»، مشددة على أن «أي طرح سياسي يمكن نقاشه بعد أن يتوقف العدوان».
في المقابل، علمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية في دمشق أن جهوداً تركية بذلت من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لإقناع «حماس» بتلبية الدعوة المصرية للذهاب إلى القاهرة والاستماع إلى وجهة النظر المصرية، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية. ورأت المصادر في الدعوة محاولة مصرية لترميم موقفها بعد الإدانة الشعبية الواسعة التي قوبل بها في الشارع المصري والعربي.
من جهة ثانية، أعلن مسؤول مصري أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بعث برسالة عاجلة إلى نظيره المصري أحمد أبو الغيط تتعلق بالعدوان الإسرائيلي. وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية، حسن هريدي، إنه «استقبل الاثنين (أمس) رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية، حسين رجبي، بناءً على طلب عاجل من هذا الأخير».
وأوضح هريدي أن الدبلوماسي الإيراني سلّمه رسالة من وزير الخارجية الإيراني إلى نظيره المصري «تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة»، مشيراً إلى أنه «يجري حالياً دراسة ما جاء في الرسالة».
وهذا أول اتصال دبلوماسي بين البلدين اللذين تبادلا الاتهامات العنيفة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أحد عشر يوماً.