إلى جانب الموت العشوائي في قطاع غزّة، الذي تسببه همجية الاحتلال الإسرائيلي، حذرت سلطة المياه الفلسطينية أول من أمس من «انهيار بحيرة لمياه الصرف الصحي تحوي ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه، باتجاه السكان».وقال رئيس سلطة المياه الفلسطينية، شداد العتيلي: «هناك خطر حقيقي يتهدد 15 ألف مواطن يسكنون في منطقة بيت لاهيا جراء احتمال انهيار جدران بحيرة المياه، التي تقترب جداً من الخط الأحمر المسموح للمياه بأن تصل إليه». وأضاف: «كنا على وشك تشغيل المضخات لنقل كميات من المياه الموجودة في هذه البحيرة إلى أحواض أخرى أقيمت في مناطق أخرى عبر مشروع ضخم (بدعم دولي). إلا أننا لم نتمكن من تشغيل المحطات بسبب العدوان على غزة».
وبحيرة الصرف الصحي هي عبارة عن أحواض عشوائية أضيفت إلى جدرانها سواتر ترابية لزيادة كمية استيعابها في حال انهيار هذه السواتر، وسيؤدي ضغط المياه إلى انهيار جدران الأحواض كاملاً. وأوضح العتيلي أن «المياه ترتفع يومياً بمقدار سنتميترين، إضافة إلى أن القنابل الارتجاجية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية، تلحق ضرراً كبيراً في جدران البحيرة». وأشار إلى أن «السلطة الفلسطينية على اتصال مع الجانب الإسرائيلي لمنع وقوع هذه الكارثة»، مضيفاً: «في حال انهيار جدران البحيرة، ستندفع المياه بارتفاع ستة أمتار. وسبق في عام 2007، أن انهار الحوض الصغير الذي أدى إلى غرق قرية أم النصر».
وفي آذار 2007، قتل خمسة فلسطينيين وأُجليَ 1500 في قطاع غزة بسبب انهيار شبكة للصرف الصحي. وكانت المياه المبتذلة قد غمرت نحو 25 منزلاً في بلدة أم النصر البدوية شمال قطاع غزة في انهيار حوض تتجمع فيه المياه المبتذلة. وتحدث العتيلي عن كارثة أخرى تشهدها مدينة غزة، وهي «الخوف من محطة غزة. فمع انهيار الشبكات، صار هناك تداخل بين مياه المجاري ومياه الشرب، الأمر الذي سيؤدي إلى أوبئة. الوضع الصحي مأساوي جداً».
وأشارت نشرة صادرة عن البنك الدولي إلى «خطر صحي جسيم يتهدد سكان القطاع»، مطالبة الحكومة الإسرائيلية أن «تدرك أن الوضع المائي والصرف الصحي عنصر أساسي من عناصر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة». وأضاف: «يجب على حكومة إسرائيل أن تعمل فوراً على تسهيل دخول الوقود وقطع الغيار وموظفي الصيانة العاملين لدى سلطة المياه الفلسطينية، ووصول كل ذلك إلى موقع البحيرة (بحيرة الصرف الصحي) بسلام». يضاف إلى ذلك «الكفّ عن تعمد استهداف الهيكل نفسه، إذ يجب تخصيص منطقة واسعة يحظر فيها إطلاق النار حول البحيرة».
وتشهد منطقة بيت لاهيا قتالاً عنيفاً بين القوات الإسرائيلية التي تستخدم الطائرات والمدفعية والمقاومة الفلسطينية.
(رويترز، أ ف ب)